قصة فرحة العيد للاطفال
أكملت رشا الصغيرة عامها الثامن قبل نهاية رمضان وقد أعانها الله على صيامه مع والديها وشقيها أحمد .
وحين خرجت في المساء معهم إلى السوق ظلت عيناها معلقتين بمحلات أحذية الأطفال .
وكانت تجذب والدتها من يدها لتريها هذا الحذاء أو ذاك وتلح عليها في شرائه لكن والدتها تعدها خيراً ولا تشتريه .
فتهرول رشا إلى والدها وتسأله بإلحاح أن يشتري لها الحذاء الذي أعجبها لكنه كان يبتسم لها ويعدها خيراً .
ومضت الليلة ورشا حزينة لأنها لم تحصل على الحذاء الذي أعجبها . وحين خرجت معهم في المساء التالي عاودت إلحاحها على والديها ليشتريا لها الحذاء .
قالت لأمها : لماذا يا أمي لا تشترين لي الحذاء ?
إن صديقتي منى اشترى لها والدها حذاءً جميلاً للعيد , وهي لا تكف عن المباهاة به ? أجابتها أمها :
لا تنظري لما رزق الله به الآخرين , وعموماً أبوك لا ينساك أبداً , فانتظري مفاجأته . قالت : ما هي هذه المفاجأة يا أمي ? أجابتها وهي تربت على رأسها
: وكيف تصبح مفاجأة إن قلتها لك الآن ? اصبري تنالي . وبينما كانت رشا ممسكة بيد أمها يسير أمامهما والدهما وأحمد , لمحت رشا طفلة جميلة جداً تسير برفقة والدتها , لكنها لاحظت شيئاً أخافها .
كان حذاءها من نوع غريب يلتف حول قدمي الطفلة وساقيها , وفي الوقت نفسه كان ذراعاها يستندان على عكازين .
كانت تمضي ببطئ وتمشي بصعوبة شديدة .
سألت رشا والدتها : ما هذا الحذاء الغريب يا أمي ? قالت : الأم والأسى واضح على وجهها : إنه حذاء للأطفال المصابين بالشلل .
سألتها : وما هذا الشلل يا أمي ?
قالت : إنه مرض خطير يصيب الأطفال الصغار الذين لا يتناولون جرعات واقية يصفها الأطباء لهذا المرض . قالت رشا : إذاً هي لا تستطيع أن تضع في قدميها حذاء مثل سائر البنات ? . وصمتت رشا قليلاً ثم قالت :
يا الله إنها مسكينة إذاً, دعيني أسلم عليها يا أمي وأقبلها لأخفف عنها . وسمحت لها الأم . ثم استكملوا شراء احتياجات المنزل وعادوا إليه بعد الثانية عشرة مساء .
وتناول الجميع طعام السحور عند الثالثة فجراً ثم أوت رشا إلى فراشها وهي خائفة مهمومة , تسأل نفسها : كيف تمشي هذه الفتاة ? وكيف تجري ? وهل تستطيع أن تسير بدون هذا الحذاء والعكازين
شعرت رشا بالبرد يداهمها وقررت بينها وبين نفسها شيئاً .
في اليوم التالي كانت المفاجأة , هدية مغلفة أعطاها الأب لرشا بحضور والدتها وشقيقها .
قبلها الثلاثة وهم يهنئونها بإتمامها لعامها الثامن . قال لها الأب : كل عام وأنت بألف خير يا رشا ,
وعقبال مائة عام من السعادة .
وكررت لها الوالدة وشقيقها نفس الكلمات وهم يقبلونها . ثم طلبوا منها أن تفتح العلبة لترى ما بداخلها .
وفتحت رشا العلبة بهدوء وهي تسائل نفسها : ما هي الهدية .
وحين انتهت من فض الأوراق وجدت بداخل العلبة حذاءها الذي أعجبها كثيراً وكانت تلح لشرائه . عندها قفزت من مكانها وقبلت والديها وهي تشكرهما على هديتهما .
عندها قالت الأم: أرأيت يا رشا , الصبر يبلغ الأمل . وكررت رشا شكرها لكنها صمتت لبرهة وهي تفكر , ثم قالت لأبيها : هل لك أن تلبي لي يا أبي طلباً صغيراً ? قال لها :
بالتأكيد اطلبي ما تشائين .
قالت : أين يعيش الأطفال الذين يعانون من الشلل ? . استغرب الأب سؤالها ثم أجابها : في جمعية الأطفال المعاقين عادة , لكن كثيرين منهم يعيشون مع أهليهم .
قالت : هل لي أن أزورهم يوم العيد ? قال : بالتأكيد ولكن لماذا ?
قالت : لأني أريد أن أهنئهم بالعيد وأخفف عنهم معاناتهم . قال لها الأب وهو يضمها إليه : هذا شعور نبيل يا رشا ,
أعدك أن أصطحبك إلى هناك , وأحب أن أطمئنك إلى أنني سأحضر لهم بعض الهدايا , فادخال البهجة على المرضى والفقراء والمحتاجين واجب على كل قادر .
شكرت رشا والدها وقالت : الآن أستطيع أن أضع حذائي الجديد في قدمي , وأمشي مطمئنة وأدعو الله أن يديم الصحة والعافية على الجميع , وأن يشفي كل مريض