الإصابة بتضخم البروستاتا بعد سن الأربعينتضخم البروستاتا الحميد كما ناقشناه في عدة مقالات نشرت في عيادة الرياض حالة مرضية شائعة تصيب الملايين من الرجال عالمياً بنسبة حوالي 50% بعد تجاوزهم 60سنة من العمر وحوالي 80% في العقد السابع والثامن مسببة لهم الأعراض البولية المزعجة والمنغصة لجودة حياتهم بنسبة حوالي 30% إلى 60% حسب أعمارهم وذلك بدون وجود أي ترابط مباشر بين حجم البروستاتا وشدة الأعراض البولية. كما أن تلك الحالة قد تسبب أيضاً العجز الجنسي وتخاذل القذف في العديد من تلك الحالات. وقد عولجت الأعراض البولية حسب شدتها ودرجة مضايقتها للمريض بالمتابعة بدون علاج او بالاعشاب أو بعقاقير تسبب ضمور البروستاتا الجزئي كالفيناسترايد (بروسكار) أو أفودارت (دو تسيترايد) أو بمحصرات ألفا واحد للجهاز الودي كالتمسولوسين (أومنيك) وألفوزوسين (كزاترال) وغيرها أو بالكي أو بالتردد اللاسلكي أو الشعاعي أو بالليزر او بتقطيع البروستاتا بمنظار القطع او اقتلاعها تنظيرياً بالليزر او بالجراحة المفتوحة.
وخلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية والتناسلية الذي عقد في مدينة برلين الألمانية بتاريخ ربيع الأول 1428ه الموافق 21- 24مارس 2007م عقدت جلسة خاصة لتلك الحالة المرضية عرض خلالها خبراء عالميون نتائج أبحاثهم حول مزاياها السريرية وسبل معالجتها. وقد قام الدكتور شوي في جامعة كوسين في كوريا الجنوبية باختبار حول العوامل التي تترابط مع ضرورة إجراء عملية جراحية لوضع حد للأعراض البولية الناتجة عن تضخم البروستاتا الحميد والتي شملت شدة الأعراض البولية حسب السجل العالمي لدرجة تلك الأعراض ipss وأبرزها صعوبة تفريغ المثانة كاملاً والإلحاح والتكرار البولي نهاراً وليلاً وضعف سرعة جريان البول وتقطيعه ومعدل التبول البولي المتكرر وجودة حياة المرضى المصابين بتلك الحالة وسرعة جريان البول المحدد بالآلة الألكترونية ومعدل البول الثمالي المتبقي في المثانة بعد تفريغها وقياس مادة ب إس أي psa في الدم وضغط المثانة عند قمة التبول المحدد بفحص ديناميكيات التبول وحجم البروستاتا الكامل وفي فصها الانتقالي حيث يحدث التضخم البروستاتي الحميد. وقد شمل هذا الاختبار الذي تم بين عامي 2000و2006م 505مرضى تم تشخيصهم حديثاً بتضخم البروستاتا الحميد و 219مريضاً تم فحصهم قبل إجراء جراحة لهم على البروستاتا. وقد أظهرت النتائج أن أبرز الأعراض البولية التي أثرت سلباً على جودة حياة هؤلاء المرضى شملت فشلهم في تفريغ المثانة كاملاً بالدرجة الأولى مع تواجد الأعراض البولية الأخرى كضعف جريان البول وتكرار التبول نهاراً وليلاً وتقطيع التبول في الدرجة الثانية مما دفع هؤلاء المرضى الذين اشتكوا من صعوبة تفريغ المثانة إلى طلب المعالجة الجراحية.
يتبع