الرباط
مدينة عربية
إسلامية، وهي عاصمة المملكة المغربية وتقع في الشمال الشرقي منها، وتعد
ثاني أكبر مدينة في المملكة بعد الدار البيضاء، وهي تقع على ساحل المحيط
الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقرق الذي يفصل المدينة عن
"سلا" المدينة القديمة إلى الجنوب الغربي منها، حتى إنهما تشكلان مدينة
واحدة. وإجمالاً فإن الرباط مدينة حديثة، وإن كانت في الأصل قديمة العهد
إذا اعتبرنا أن "سلا" هي أساس المدينة ومنطلق توسعها العمراني والحضاري.
و"سلا" كما في السير مدينة كانت موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها
البحر، والنهر غربيها، جار من الجنوب، وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب
منه إلى البحر. وفي غرب هذا النهر اختطّ عبد المؤمن بن علي الخليفة الموحدي
مدينة سماها المهدية، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر أو تجهيز جيش.
والرباط اليوم هي
العاصمة السياسية والثقافية للمغرب، وهي مقر إقامة الملك، ومركز السفارات
الأجنبية والنشاط الدبلوماسي، وبها الدور والقصور الملكية التي هي في غاية
الفخامة والإتقان. ومن الرباط تتفرع الطرق الرئيسية المعبدة والأخرى
الحديدية، باتجاه الشمال والشرق والجنوب فتصلها بمختلف المدن والأقاليم.
تشتهر الرباط
بسوقها التجارية والصناعية، وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية،
والتقنية. ومطارها من أحدث المطارات؛ ومن أهم معالم الرباط السياحية
والأثرية اليوم الشالة، وقصة الأودية، وبرج حسّان، وأسوار يعود تاريخ
إقامتها إلى القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي.
وفي جنوب الرباط
يقوم قصر الصخيرات الشهير. ومن أشهر معالم الرباط مسجد سوسة الكبير ويعود
تاريخ بنائه إلى سنة 327 هـ / 851م، وبرج حسن التاريخي ويعود تاريخ بنائه
إلى سنة 592هـ / 1195م، ومئذنة جامع شيللا الذي بني سنة 710هـ / 1310م .
سبتة
مرفأ مغربي مشهور
على البحر المتوسط قرب جبل طارق، وهي في أقصى الشمال الغربي من المملكة
المغربية، على الطرف الجنوبي الغربي من مضيق جبل طارق الذي يصل بين البحر
الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. تشتهر بمينائها التجاري والسياحي المهم،
وهي كانت مدينة من أهم المدن المحصنة من قواعد بلاد المغرب، داخلة في البحر
وهي على البر العربي تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق الذي هو أقرب ما
بين البر والجزيرة. وما زالت سبتة حتى اليوم تحافظ على أهميتها
الإستراتيجية، وبها حركة تجارية نشطة، وأخرى صناعية وزراعية وسياحية. ووقعت
سبتة تحت الاحتلال الإسباني منذ القرن السابع عشر الميلادي، وما زالت
محتلة حتى الآن.
ونسبت إلى سبتة
في القديم جماعة من أهل الفضل والعلم، منهم ابن مرانة السبتي. كان من أعلم
الناس بالحساب والهندسة، والفرائض والفقه، وله تآليف؛ ومن تلامذته ابن
العربي الفرضي الحاسب، وكان المعتمد بن عباد يقول: اشتهيت أن يكون عندي من
أهل سبتة ثلاثة نفر: ابن غازي الخطيب، وابن عطاء الكاتب، وابن مرّانة
الفرضي.