هشام بن الأكابر
هشام ابن الأكابر كان يعمل ضابطا أول للعمليات الجوية في شركة مصر للطيران،
مهمته رسم مسارات وارتفاعات الرحلات الجوية ومتابعة تجهيز جداول نوبتجيات الطيارين والموظفين وبعد مرض والده،
الذي كان بدوره ضابطا بالقوات المسلحة علي المعاش، بالسرطان، اضطر لاصطحابه الي لندن لمحاولة انقاذه في المستشفيات البريطانية.
وفي فندق رويال لانكستر في لندن بدأت اولي خطوات انحدار هشام في طريق خيانة الوطن.
فمدير الفندق رأفت مصري ويعمل لحساب الموساد، والمخابرات المصرية تتابعه.
التفاصيل يستطيع القاريء ان يتوقعها،
فعلاج الأب من السرطان في لندن يتكلف مبالغ طائلة، وعميل الموساد رأفت ينسج شباكه حول هشام،
ووعده بانه يقدمه لرجل أعمال انجليزي من أصل لبناني ويحصل من خلاله علي عمل اضافي يساعده في علاج والده.
والتقي هشام برجل الأعمال في ملهي 'البلاي بوي' حيث كل طاقم الخدمة من أجمل الفتيات اللائي
يرتدين يونيفورم الأرنب المشهور وهو ليس أكثر من اذان تبدو من فوق الرؤوس وقطعة فراء مستديرة تمثل ذيل الأرنب أعلي الارداف.
أما رجل الأعمال ادوار كوشير فقد كان لطيفا وناعما يتكلم باللهجة الشامية وأخبر هشام بأنه يريد ان يستثمر جزءا من أمواله في مصر وتنقصه بعض المعلومات عن السوق المصرية.
وانتهي الأمر بعد لقاءات عديدة رتبت بعناية للايقاع بهشام محجوب الي تكليفه بتأسيس مكتب في القاهرة،
كقاعدة للتحرك والاتصال. وعاد هشام بوالده في الاسبوع الأول من يونيو عام 1972
الي القاهرة لاستكمال علاجه، بينما كانت المخابرات المصرية تراقب الموقف عن كثب.
امتد مسرح العمليات بين القاهرة ولندن، وبدأ هشام يجمع المعلومات ويوصلها الي لندن،
ووقع في الفخ أخيرا، وسافر بالفعل إلي اسرائيل للتدريب، ثم عاد إلي القاهرة ومنها الي لندن..
وفي نفس الوقت كانت المخابرات المصرية تتابعه وتدفع له بمن يمدونه بمعلومات تسهم في الخداع الاستراتيجي
لاسرائيل حول استعدادات مصر العسكرية قبيل حرب اكتوبر حتي صدر القرار باغلاق ملف عملية السنجاب وهو اسم عملية هشام محجوب
والذي يتضمن كلمة واحدة الصاعقة ليتم إلقاء القبض علي الخائن.
اعترف السنجاب تفصيليا بخيانته وصدر الحكم باعدامه، غير انه لم ينفذ الحكم، فقد مات في السجن قبل اعدامه.