عصام العطار حفيد البطل الشيخ حسن العطار الجاسوس الصغير
لقد كان الشيخ حسن العطار من علماء الأزهر الشريف الذين تمردوا علي جمود العقل الديني..
لم يطق ثوب الاجتهاد القديم والضيق الذي فرضه عليه شيوخه ومعلموه..
خشي أن يتحول ذلك الثوب العتيق إلي كفن يعيش فيه وهو علي قيد التفكير..
فأعلن حماسه لسفر تلاميذه إلي أوروبا لاستيعاب علوم"الفرنجة"وكان أشهرهم رفاعة الطهطاوي..
أول شعاع نور يلتهم ظلام العصور الوسطي ويفتح باب النهضة الحديثة التي جعلت مصر دولة إقليمية عظمي..
جعلت لمحمد علي باشا الكبير مكانا مستقرا في تاريخها..
وجعلتنا نشعر بحزن ممزوج بالشجن علي ما جري لحفيد حفيده
الذي سقط في شباك المخابرات المصرية بعد أن تورط مع المخابرات الإسرائيلية.
إن كل الذين تأملوا صورة الجاسوس الصغير محمد عصام العطار تعاطفوا معه وإن لم يبرروا جريمته..
بل إن جهات التحقيق نفسها راحت من جانبها تفسر ما فعله بمعلومات إنسانية
تضاعف من الشفقة عليه وإن كانت لا تخفف عنه العقوبة المشددة التي تنتظره..
فقد تحول منذ أن كان طفلا إلي كرة يد يلقي بها في الهواء
أبوه وأمه اللذان انفصلا قبل أن يستوعب كلمة بيت وأسرة وشجرة وحب ووطن..
ولم يجد في جامعة الأزهر التي وجد نفسه متحمسا لها رائحة جده ولا سماحته ولا حماسه لفتح نوافذ العقل..
بل وجد جماعات متشددة.. متشنجة.. متعصبة..
تكره كل من يختلف معها.. وتسعي للتخلص ممن لا يسايرها..
وبين حلم لا يأتي وواقع لا يتفاهم معه وبيت لا يشعر فيه بالأمان قرر أن يهج..
تاركا وراءه حكما بالحبس في قضية شيك دون رصيد.. ولم تكن أمامه سوي تركيا..
دولة سياحية يسهل دخولها.. وهناك تضاعف شعوره باليأس فقرر حرق ما تبقي من جسور تربطه بوطنه..
وتقدم بخطي ثابتة إلي السفارة الإسرائيلية ليحصل علي وظيفة جاسوس.. وهناك جري ما جري.
ولو كان صوت الجد بعيدا لم يسمعه حفيده فكيف لم يسمع صوت الأب وكان قريبا؟!..
إن الأب ضابط سابق.. خدم في جهاز أمني رفيع ربما ساهم فيما بعد في القبض علي ابنه..
فكيف تحول ابن العين اليقظة إلي مؤخرة تقبل الشذوذ الجنسي والوطني ويتزوج مرتين بما لا يجوز..
من رجل آخر.. ووطن آخر؟