سَرطان المَرارة
يبدأ السَّرطانُ في أجسام الخلايا. والخلايا هي الوحدات البنائية للجسم. تنمو الخلايا في الجسم في الأحوال الطبيعية،
وتموت بطريقة مظبوطة. تظلّ الخلايا تنقسم وتنمو بطريقة خارج السيطرة أحياناً.
ويتسبّب هذا بنموّ شاذ اسمه الوَرَم. يُسمّى الوَرَم إن كان لا يَغزو الأنسِجَة وأجزاء الجسم بالوَرَم الحَميد،
والورمُ الحميد هو
نموّ غير سَرطاني. الأورام الحَميدة غير مُهدِّدة للحياة عادةً.
يُسمى الوَرَم إذا غزا الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة بالورم الخبيث ، أو السَّرطان.
والخلايا السَّرطانيّة قادرةٌ على الانتشار لأجزاء مُختلِفة من الجسم، ويمكنها الانتشار عبرَ الأوعية الدّمويّة والأقنية اللمفيّة.
تُعطى السَّرطانات في الجسم أسماء، وتَرتَكزُ تلك الأسماء على المكان الذي يبدأ منه السَّرطان.
يُسمّى السّرطان الذي يبدأ في المرارة بسرطان المرارة على الدّوام، حتى ولو انتشرَ لأماكنَ أخرى.
ولكن سَرطان المَرارة ليس شائعاً كثيراً. تكون النساء تحت خُطورة أكبر للإصابة بسرطان المرارة.
كما يكون احتمال إصابة النساء بسرطان المرارة أكبر من احتمال إصابَة الرجال بمرّتين.
سكان أمريكا الأصليون هم أيضاً تحت خُطورة أعلى للإصابة بسرطان المرارة.
كما تزداد خطورة إصابة الشّخص بسَرطان المَرارة مع التقدّم بالعمر.
وتزداد خُطورة الإصابة بسرطان المَرارة إذا كان الشّخص مُصاباً بأمراض مراريّة أخرى،
مثل الحصيات الصَفراويّة،
غيرَ أنَّ فرصة الإصابة بسرطان المرارة لا تزال مُنخفضة جداً بالنسبة لهؤلاء الأشخاص.
يمكن أن يتضمّن علاجُ سَرطان المرارة الجراحة أو المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية.
ويمكنُ استخدامُ توليفات من تلك العلاجات أيضاً.
الأعراضُ الشائعة لسرطان المَرارَة هي:
اليرقان، وهو اصفرار لون الجلد وبياض العينين.
ألم فوق المَعِدَة.
حمَّى.
غثيان وتقيُّؤ.
نفخة بطنيَّة.
وهناك أعراضٌ شائعة أخرى لسرطان المَرارَة أيضاً:
ظهور كتل في البطن.
فقدانٌ غير طبيعي للوزن.
فقدانٌ للشهية.
إحساسٌ بالتنميل والوخز في مختلف أنحاء الجسم.
قد لا تكون هذه الأعراضُ ناتجةً عن سرطان المَرارَة بالضرورة. لذلك، يجب الحرصُ على مراجعة الطبيب لمعرفة سبب الأعراض التي تظهر لدى المريض.
المعالجةُ والرعاية الداعمة
يعتمد نوعُ المعالجة على حجم السرطان وموقعه، وكذلك على المرحلة التي بلغها وعلى الحالة الصحية العامة للمريض.
قد تتضمَّن معالجةُ سرطان المَرارَة الجراحة والمعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية، أو أي مزيجٍ من هذه الطرق المختلفة.
قد تجري معالجةُ سرطان المَرارَة باللجوء إلى استئصال المَرارَة. إن استئصال المَرارَة عمليةٌ جراحية تهدف إلى إزالة المَرارَة كلها،
إضافةً إلى بعض الأنسجة المحيطة بها. وقد تجري كذلك إزالة العقد اللمفيَّة المجاورة.
إذا كان السرطانُ قد انتشر وصارت إزالته غير ممكنة، فهناك خياراتٌ جراحية ملطِّفة يمكن اللجوء إليها.
تستخدم الجراحة الملطِّفة من أجل تخفيف الأعراض. تستخدم المعالجةُ الشعاعية أشعَّةً عالية الطاقة من أجل قتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانتشار.
تأتي الأشعةُ في المعالجة الشعاعية الخارجية من خلال آلة تقوم بتوجيه الأشعَّة إلى مناطق محدَّدة في الجسم.
تستخدم المعالجةُ الشعاعية الداخلية سوائل مشعَّة من أجل معالجة مناطق محددة في الجسم.
يجري هذا من خلال وضع هذه السوائل في إبر أو "حبوب" أو أسلاك أو قثاطر، ثم وضعها داخل الجسم بالقرب من مكان السرطان.
يمكن استخدامُ المعالجة الكيميائية بعد الجراحة، وذلك بالتشارك مع المعالجة الشعاعية، أو على نحوٍ مستقل. والمعالجةُ الكيميائية هي استخدامُ أدوية تقتل الخلايا السرطانية.
يجري تناولُ هذه الأدوية عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد.
تدخل الأدوية مجرى الدم، وتستهدف الخلايا السرطانية في أي مكانٍ في الجسم.
من الممكن أحياناً أن يجري استخدامُ المعالجة الكيميائية والمعالجة الشعاعية معاً.
ومن الممكن الاكتفاء بهذين النوعين من المعالجة، كما يمكن اللجوءُ إليهما قبل الجراحة أو بعدها.
هناك تجارب سريرية كثيرة متوفِّرة من أجل الأشخاص المصابين بسرطان المَرارَة.
والتجاربُ السريرية هي إجراءات تهدف إلى اختبار أساليب ومعالجات طبِّية جديدة.
من الممكن أن يؤدِّي سرطانُ المَرارَة والطرق المستخدمة في معالجته إلى نشوء مشكلات صحِّية أخرى.
ومن المهم أن يتلقى المريض رعايةً داعمة قبل معالجة السرطان وخلال هذه المعالجة وبعدها أيضاً.
والمعالجةُ الداعمة هي معالجةٌ تهدف إلى ضبط الأعراض وإلى تخفيف الآثار الجانبية للمعالجة المستخدمة،
وكذلك إلى مساعدة المريض في التعايش مع انفعالاته. كما تهدف المعالجةُ الداعمة أيضاً إلى التعامل مع الألم الذي يرتبط بمرض السرطان وبطرق معالجته.
يمكن أن يقترح الطبيب، أو اختصاصي الألم، طرقاً مناسبةً للتخلُّص من الألم أو لتخفيفه.