لماذا تشخِّرين؟
إنها حقيقة مثبتة! المرأة الحامل تشخّر أكثر من العادة بنسبة مضاعفة
خلال فترة الحمل. كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة التي تربط بين الشخير
والحمل، وما انعكاساتها؟ أجرى باحثون اسكتلنديون دراسة شملت مئة امرأة حامل وامتدت على أكثر من
ستة أشهر. كانت المشارِكات في الدراسة من العمر نفسه، ولم تتجاوز نسبة
النساء اللواتي يشخّرن الـ17% في الحالة الطبيعية، بينما ارتفعت نسبة
الحوامل اللواتي يشخرن إلى أكثر من 41%. بمعنى آخر، تشخر 12% من النساء
قبل الحمل، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 41% خلال الربع الثالث من الحمل.
كذلك، تزيد حالات انقطاع النفس أثناء النوم لدى المرأة الحامل بنسبة 14%
مقابل 3% لدى النساء في الحالات الطبيعية.
ظاهرة عابرة...
من الواضح إذاً أن المرأة تشخر أكثر من العادة حين تكون حاملاً. لكنّ هذه
الظاهرة عابرة وموقتة. بعد ثلاثة أشهر على الولادة، تتراجع وتيرة الشخير
لتشمل 18% من النساء مجدداً، بما يقارب النسبة التي سجّلتها النساء
المشاركات في الدراسة.
أسباب
تعود حالة الشخير لدى المرأة الحامل إلى تقلّص حجم المسالك الهوائية
العليا، ما يؤدي إلى ظاهرة جسدية مرتبطة باكتساب الوزن وتمدّد حجم البطن
خلال فترة الحمل. على سبيل المثال، قد تتسلّل كمية من الدهون إلى عضلات
البلعوم أو تتراكم في الأنسجة اللينة داخل العنق، ما يؤدي إلى انكماش
المجاري التنفسية. لهذا السبب، يكون مؤشر كتلة الجسم لدى المرأة الحامل
التي تشخّر أعلى في البداية، أي قبل فترة الحمل.
انعكاسات
تنبيه! كلما كانت المجاري التنفسية ضيّقة، يرتفع معدّل ضغط الدم. نتيجةً
لذلك، تكون المرأة الحامل التي تشخر أكثر عرضة من غيرها للإصابة بما يُسمى
«تسمّم الحمل» (أي ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل). لذا على هذه المرأة
تحديداً الخضوع لمراقبة دقيقة وتلقّي العلاج المناسب إذا دعت الحاجة.
نصيحة أخيرة لجميع النساء الحوامل: من الأفضل الاستلقاء على الجنب للتنعّم
بنوم عميق.