نوادر وطرائف جميله
قال الجاحظ: مررت بحمص فمر عنز يتبعه جمل فقال رجل لرجل معه: هذا الجمل من هذا العنز فقال له: لا .. ولكنه يتيم تربيه.
***
قال رجل لأبي يعقوب فقيه سجستان: إذا شيعنا جنازة فقدامها أفضل أن نمشي أم خلفها؟ فقال: اجهد ألا تكون عليها وامش حيث شئت.
***
قال عبد الله بن إدريس: قلت للأعمش يا أبا محمد .. ما يمنعك من أخذ شعرك؟ قال: كثرة فضول الحجّامين (أي: الحلاقين). قلت: فأنا أجيئك بحجام لا يكلمك حتى تفرغ. فأتيت جنيداً الحجّامَ وكان محدثاً فأوصيته، فقال: نعم. فلما أخذ نصف شعره قال: يا أبا محمد كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة؟ فصاح الأعمش صيحة وقام يعدو .. وبقي نصف شعره بعد شهر غير مجزوز.
***
قال هارون المخزومي رأيت مجنونين يتنازعان رغيفاً يقول أحدهما هذا أنت تأكله، ويقول الآخر بل أنت تأكله. قال فقلت لهما وأنا أظن أن أربح عليهما أنا آكله. فقالا يا أحمق، إنه مع أُدْم (الأُدْم: ما يؤتدم به، وهو ما تسميه العامّة: الغموس). فقلت وما أُدْمه؟ قالا وَجْء الحَلْق وصَفْع العنق. فوليت عنهما، فقالا يا مجنون .. لولا بشاعة الأدم لكنا أكلناه منذ حين.
***
قيل لأعرابي وقد تزوج بعد ما كبر: لم تأخرت عن الزواج؟ فقال: أبادر ابني باليتم قبل أن يسبقني بالعقوق.
***
قيل لرجل عندك مال وليس لك إلا والدة عجوز .. إن مت ورثَتْ مالك وأفسدته، فقال إنها لن ترثني لأن أبي طلقها قبل أن يموت.
***
قيل للشعبي: ما تقول في أكل الذباب؟ فقال للسائل: إن اشتهيته فكله.
***
قيل: كتب المنصور إلى زياد بن عبد الله الحارثي، ليقسم بين القواعد والعميان والأيتام مالاً. فدخل عليه أبو زياد التميمي، وكان مغفلاً فقال: أصلحك الله! اكتبني في القواعد، فقال له: عافاك الله، القواعد هن النساء اللاتي قعدن عن أزواجهن. فقال: فاكتبني في العميان. قال: اكتبوه منهم، فإن الله تعالى يقول: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). قال أبو زياد: واكتب ابني في الأيتام، قال: نعم! من كنت أباه فهو يتيم.
***
مر رجل بسكة النخع بالبصرة على قوم وعندهم وليمة فاقتحم عليهم وأخذ مجلسه مع من دُعِي فأنكره صاحب المجلس. فقالوا له: لو تأنيت أو وقفت حتى يؤذن لك أو يبعث إليك، قال: إنما اتُّخِذَت البيوت ليدخل فيها ووضعت الموائد ليؤكل عليها وما وجهت بهدية فأتوقع الدعوة، والحشمة قطيعة واطِّراحها صِلَة وقد جاء في الأثر: (صل من قطعك وأعط من حرمك).
***
ادعى رجل النبوة بالكوفة فأدخل على واليها. فقال: ما صناعتك؟ قال: حائك، قال: نبي حائك؟ قال: فأردت نبياً صيرفياً؟ الله يعلم حيث يجعل رسالته.
***
روي أن رجلين سعيا بمؤمن إلى فرعون ليقتله فأحضرهم فرعون فقال للسّاعيين من ربّكما ؟ قالا أنت .. فقال للمؤمن : من ربك فقال ربي ربّهما فقال لهما فرعون : سعيتما برجلٍ على ديني لأقتله فقتلهما.
***
قالت سيدة لتشرشل : " لو كنت زوجي لوضعت لك السم في القهوة ". فأجابها : [عزيزتي.. لو كنت زوجتي لشربتها ".