أين أنت من هؤلاء؟
من
أجل تصور الأنماط الأربعة يضرب الكاتب المثال بأربعة
أنواع من شطائر الهامبورجر.. الشطيرة الأولي مليئة بالدهون
المشبعة وما لذ وطاب من الإضافات التي تعطي المرء
إحساسا بالسعادة والمذاق الرائع لدي متناولها, ولكنها
تدمر صحته في المستقبل, وهذا النوع من البشر هو
النموذج الآتي Hedonist وهو الذي يبتغي السعادة في ملذات
ومباهج الحاضر والاستكثار منها بدون التفكير في المستقبل
أو عودتها.. وهذا الإنسان مهما تخيل أنه سعيد إلا أنه
يعد أبعد ما يكون عن درب السعادة.. وفي هذا الصدد
يضرب الكاتب مثلا برواية نطاق الشفق.. الكلاسيكية التي
تحكي قصة مجرم شرير كانت الشرطة تطارده حتي اطلقت عليه
الرصاص فمات.. فإذا به يقابل ملكا من الملائكة..
فاستغرب الرجل لأنه يقابل ملائكة الجنة رغم أنه كان
يعرف مقدار شره ومكره وعمله السيئ.
فقال له
الملاك تمن أي أمنية نحققها لك علي التو.. فتمني الرجل
المال والطعام الشهي والنساء.. إلي آخر الملذات وكلما
أراد شيئا تحقق له علي الفور.. وبعد فترة شعر الرجل
بخواء وتعاسة ووحدة رهيبة.. ولم يعرف كيف يفسر الأمر
رغم غرابته.. فإذا به يطلب من الملاك أن يغير له
مكانه.. فهو لم يشعر في تلك الجنة رغم طلباته
المستجابة سوي بالفراغ والوحدة والتوهان.. وقال للملاك:
اذهب بي إلي المكان الآخر يقصد جهنم.. فأنا لم أجد
السعادة.. فإذا بالملاك وجهه يتحول ويبتسم ابتسامة ماكرة
قائلا: أنت في المكان الآخر!