إشكاليات الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية
فالثقافة عندنا مرتبكة بين الأصولي الشرعي والموروث التقليدي، والجديد المتنوّع الذي قفز على رؤوسنا بسرعة معلوماتية هائلة.
ومن
المفترض أن تُحْدِث الثورة المعلوماتية قفزة إلى الأمام في واقع ومستقبل
أيّ مجتمع متوازن، ولكن الذي حدث عندنا هو وجود فجوة واسعة بين تراث فكري
وعلمي وإنساني هائل لا يتمّ التعامل معه بفهم موضوعي، ولم يراكم عليه أصلاً
وفي كثير من الأحيان يجري التنكّر له، وبين الجديد الذي تناولناه كما هو
بآلياته وتقنياته وسرعة انتقاله من عصر إلى عصر آخر.
فالعائلة
المتوسطة العربية تتعامل مع الجديد بسرعة وتفاخر، ولكن دون تدقيق أو
مراقبة، أقصد مع وسائل الإعلام والمعلومات الرئيسة والمسموعة فنجد كثيراً
من العائلات تقتني جهاز الكمبيوتر موصولاً بالإنترنت، والأطباق الفضائية،
وكلاهما يفتح بابًا على ثقافات شديدة التنوّع، وليس بالضرورة أن تكون
جميعها مفيدة؛ أما النشء الجديد فقد تعلّم بسرعة خارقة كيفية استعمالها
والتلهّي ببرامجها على اختلاف ثقافاتها ومستوياتها دون مراقبة وتوجيه من
الأهل – الجيل المسؤول عن النشء الجديد -، الأمر الذي حوّل فئة من هذا
النشء إلى أَسْرَى لمعالم الإنترنت، يستقبلون فقط ولا يساهمون في شيء إلا
بصورة محدودة وعلى محطات الرسائل الشخصية… إلخ، فقط المراكز المختصّة،
ومجالات العمل العام هي التي تستفيد من هذا الجديد، توجّه له وتستقبل منه
أيضاً، أما ونحن نتحدث عن النشء الجديد، فالتعامل مع التقنيات المعلوماتية
الحديثة تأخذ مستوى آخر، بحاجة ماسّة إلى يقظة اجتماعية.