بيّنت دراسة أعدها الملتقى الإنساني لحقوق المرأة – في الأردن – في حزيران
1998م أن معظم الفتيات اللاّتي يقعن في هذا الشّرك، يعشن في مناطق فقيرة
وعدد أفراد أسرهن تتراوح بن 6 – 8 أفراد، وعدد الغرف يتراوح بين غرفة إلى
غرفتين في المنزل.
اللافت للنظر أن الدراسات والأبحاث والندوات
جميعها تركِّز على نتائج الانحراف وهي القتل وتعرّض الفتيات لما يسمّى
بجرائم الشرف من قبل ذويهن؛ ولكن أيًّا من هذه الدراسات لم تتعرض للأساس
الاقتصادي والثقافي والأخلاقي الأعمق لانحراف الفتيات الصغيرات على الرغم
من وجود التهديدات العائلية والاجتماعية.
ثالثًا: ارتفاع نسبة الأمية
ففي
الاجتماع الثاني لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي عقد في بيروت،
برعاية منظمة "لاسكوا" في نهاية عام 1998م عرضت تقارير الدول العربية نسب
الأميّة بين النساء، كانت مفجعة حقًّا في بعض البلدان، وبحاجة إلى خطط
جديّة من أجل القضاء عليها تدريجيًّا، كما حصل في اليمن مثلاً.
ففي السودان بلغت نسبة الأمية بين النساء – المصرح بها رسميًّا 45%، وفي فلسطين 18% وفي الأردن 25%.
إن
انتشار هذه الظاهرة يفرض بدوره نمطاً متخلِّفاً في العلاقات الأسرية
والمجتمعية، ولا يتيح مجالاً صحيًّا للتربية والمعافاة للنشء الجديد.
وإذا
ما أخذنا بالاعتبار أن نسبة الأميّة بين الفتيات الصغيرات أنفسهن في الريف
وضواحي المدن والقرى الفقيرة واسعة جدًّا، فإن أحد مكوّنات الثقافة الحية،
تكون قد فقدت أصلاً، ناهيك عن المستقبل المحكوم سلفاً لمثل هؤلاء الفتيات
نتيجة لذلك.
رابعًا: الاتفاقيات الدولية
معظم الدول العربية وقّعت
على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم
المتحدة عام 1989م، وتدعو هذه الاتفاقية إلى أن "تحترم الدول الأطراف،
الحقوق الموضحة في هذه الاتفاقية وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها دون أي نوع
من أنواع التمييز بغض النظر عن اللون والجنس واللغة والدين والرأي السياسي
أو الأصل القومي الإثني أو الاجتماعي أو أي وضع آخر"، ولكن الواقع في كثير
من مجتمعاتنا يشير إلى أن الطفلة تقع ضحية التمييز السلبي في العائلة منذ
المراحل الأولى لحياتها، حيث تجري تنشئتها في مكانة أدنى، وهذا يجعلها تسلك
اتجاهاً تنازليًّا على مدار العمر ينطوي على الحرمان والانعزال وعدم
المشاركة الإيجابية في الفعاليات الاجتماعية وقيادة التغيير والتقدم
والرفاهة جنباً إلى جنب مع الرجل.
خامسًا: الشورى/ الديموقراطية داخل الأسرة العربية
والمقصود
هنا هو مدى ما تتمتع به المرأة من قدرة على اتخاذ القرار، في الشأن
الاقتصادي والتربوي والاجتماعي وعلى قاعدة المشاركة مع الرجل وجميع أفراد
الأسرة.
ونحن هنا نتحدث عن الغالبية العظمى وليس عن الشرائح
الاجتماعية المتعلمة، حيث الفتيات مهملات تماماً وسط الأسرة كبيرة العدد،
والأمّ دورها محصور في تقديم الخدمات لأهل البيت، وغالباً ما تعكس الأسرة
صورة سلبية جدًّا عن العلاقة بين الرجل والمرأة...