[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خصائص مرحلة المراهقة وطرق التأثير على المراهق " مرحلة المراهقة؛ هذه المرحلة التي يشتكي فيها الآباء والأمهات من تصرفات ذلك المراهق وتلك المراهقة، وقبل البدء في الحديث نستعرض المعنى المراد من المراهقة.
المراهقة مدلولها ومعناها
استعرضت قواميس اللغة كلمة (المراهقة) بمعنى النمو؛ فقولنا: راهق الفتى وراهقت الفتاة، أي، نمى نمواً مطرداً؛ وهذا يعني أنّ النمو يُقسم إلى قسمين:
الأول: النمو العادي الذي يرافق مرحلة الطفولة.
الثاني: النمو غير العادي، الذي ينمو الفتى من خلاله باطراد؛ أي ينمو نمواً سريعاً. فالمراهقة هي مرحلة النمو السريع، التي تُدلل على أنّ ذلك الفتى النامي وتلك الفتاة النامية سوف يصلان إلى مرحلة الرشد والحُلُم بشكل سريع؛ كما أنهما سوف يبلغان مرحلة الاكتمال في وقت أسرع. وتُعد هذه المرحلة من أخطر المراحل التي تمر على الإنسان في فترة شبابه، وهي ترتبط بنواحٍ متعددة:
الأولى: مرحلة الطفولة.
الثانية: المحيط الأسري.
الثالثة: المحيط الاجتماعي الذي يعيش في كنفه ذلك الفتى وتلك الفتاة.
خصائص مرحلة المراهقة
يقول العلماء: إنّ في مرحلة المراهقة يتمتع الشاب بمجموعة من الصفات والخصائص التي تجعل هذه المرحلة مختلفة عن سائر المراحل، وهذا ما يؤكده علماء النفس عندما يقولون: إنّ مرحلة المراهقة لها خصائص وصفات، سوف نستعرض أهمها:
الأول: ظهور التغيرات الجسمية.
إنّ أول ما يُدلل على ولوج الفتى والفتاة في هذه المرحلة ظهور التغيرات الجسمية البارزة، فتجد عند الشاب اكتمالاً في قواه الجسمية، وكذلك، الفتاة تجد عندها ما يدلل على بدئها في هذه المرحلة من خلال التغيرات التي تبدو عليها.
الثاني: الجمع بين خصائص الطفولة وسمات الرجولة.
هذه المرحلة تجمع بين ذلك الموروث الذي حصل عليه الشاب من مرحلة طفولته وبين التأسيس لهذه المرحلة الجديدة، وذلك، باعتبار النضج الذي يحصل عليه المراهق لمرحلة الرشد، ولذا، تتسم هذه المرحلة بالجمع بين مرحلتين، وهذا ما يجعل ذلك الفتى المراهق وتلك الفتاة المراهقة يشعران بأنهما قد تخلصا من مرحلة للولوج والدخول في مرحلة جديدة، تتسم بطابع تحمل المسؤولية والمشاركة كفرد من أفراد المجتمع، له كل ما يتمتع به سائر الأفراد من مسؤوليات وخصائص.
الثالث: الجمع بين المتناقضات.
التصرفات التي يقوم بها المراهق في هذه المرحلة تتصف بالجمع بين المتناقضات، وذلك، باعتبار ما لديه من فِكر وثّاب، ولذا، يحاول الوصول إلى كل ما يبتغيه، بالطرق التي يرى أنها تحقق ما يروم إليه، فهناك مطامح كبيرة تشغل اهتمام ذلك الفتى وتلك الفتاة بمجرد دخولهما في مرحلة المراهقة.
الرابع: قلة الخبرة والتجربة.
تبدأ مرحلة المراهقة بالبلوغ أو بمقدمات البلوغ وتنتهي بالرشد، إلا أنّ علماء النفس اختلفوا في السن الذي منه تبدأ مرحلة المراهقة، والسن الذي تنتهي عنده؛ فذكر بعضهم أنّ هذه المرحلة تبدأ من سن الرابعة عشر وتنتهي بسن العشرين، والبعض الآخر يقول: إنها تبدأ من السادسة عشر وتنتهي بالخامس والعشرين، وعلى كل حال فالمراهق في هذا السن قليل الخبرة والتجربة، ورصيده منهما ضئيل؛ فهو لا يمتلك خبرة ومعلومات كافية لما يتخذه من قرارات، ولا يحيط بتجارب الراشدين أو تجارب المحيط الاجتماعي الذي يعيش في وسطه، إلا أنه يتمتع بحيوية كبيرة ونشاط فائق من ناحية الطاقات الجسمية الكبيرة التي يتمتع بها.
الخامس : تحمل المسؤولية.
يؤكد علماء النفس أنّ هذه المرحلة هي ولادة للإنسان، فكما أنّ هناك ولادة للإنسان تبدأ بمرحلة طفولته المبكرة، فكذلك، هناك ولادة جديدة تبدأ من مرحلة الشباب، وحقيقة هذه الولادة تتلخص بتحمل ذلك المراهق عبئاً وثقلاً من المسؤولية، لم يكن يتحمله قبل هذه المرحلة.
السادس: وجود بعض الدوافع القوية لديه.
يمتلك المراهق مجموعة من الدوافع القوية، ولعل أعظم تلك الدوافع -التي تضغط بقوة على نفسية المراهق وعلى عقليته ومناحي تفكيره- هي مسألة الدافع الجنسي، وكذلك، تظهر عنده قوة الخيال، بحيث يكون خياله جامحاً ويتحرك في مساحة واسعة وفي أنحاء متعددة، وأيضاً تتنامى عنده ملكة الاستدلال والمقارنة الناضجة بين الأشياء، ويزدحم فكره بالرغبات الكبيرة ويتوق محباً إلى تحقيق ما ترغب إليه نفسه؛ فيطمح في تحقيق الانجازات الكبيرة بأقصر الأوقات وأخزل الطرق، كي يصل إلى ما يروم إليه، فلا يمتلك النضج الموصل إلى ما يطمح إليه، وذلك، لقلة التجربة والعلم والخبرة لديه، فتجده يسبح في عالم الخيال، وهذا يدفعه لاتخاذ قرارات لا تتسم بالحكمة والروية، وهذا سوف يؤثر تأثيراً سلبياً على نفسه وعلى محيطيه الأسري والاجتماعي.
السابع: اللامبالاة تجاه نصائح الآخرين.
يقول العلماء إنّ من خصائص المراهق عدم اهتمامه بما يُقدم إليه من نصائح، ترشده إلى ما يحقق له الخير، لأنه يرى أنّ ما يُقدم إليه من نصائح وإرشادات يمثل موروثاً اجتماعياً ليس إلاّ، ويعتقد أنه قادر بما فيه من قوة فائقة أن يتعدى بعض الحدود والخطوط الحمراء التي يرى الأبوان أو المجتمع عدم إمكانية اجتيازها، ويعتبر بعض الباحثين أنّ المراهق في خياله الكبير أشبه بمن يريد أن يربط عربة بإحدى نجوم السماء. ولا بد من التأكيد على أنّ هذه الأحكام التي ذكرناها لا تنطبق على كل مراهق؛ وإنما تنطبق على الكثير منهم، لأنّ قسماً منهم قد استفاد من عوامل متعددة في مرحلة شبابه، كان لها التأثير الكبير عليه في مرحلة المراهقة، بحيث لا تأخذ أبعاداً عكسية، تؤثر سلباً على شخصيته. ولكنّ الذي لا يتاح له في مرحلة الشباب أن يأخذ قسطاً من التربية والتجربة والثقافة المتعددة تبدو مرحلة المراهقة بالنسبة إليه مؤثرة تأثيراً سلبياً.
الثامن: ضعف الاستدلال والأسلوب المنطقي.
من خصائص المراهق والمراهقة الضعف في الاستدلال، ومناقشة الآراء الأخرى، وذلك، لكونه يعتقد أنّ تلك الأفكار المطروحة، حتى وإنْ كانت تتسم بالمنطق إلاّ أنها تمثل موروثاً اجتماعياً قديماً، فيحاول بشكل كبير الخروج على ما هو متفق عليه لدى العرف، وبسبب ازدحام التخيلات أو الخيال الكبير لديه يحدث عنده اضطراب في المشاعر أيضاً