«معالي الوزيرة» تفضح الفساد السياسي
إلهام شاهين : الشعب لا يعجبه العجب
حوار – رغدة صفوت:
رغم موقفها غير المدعم للثورة المصرية، إلا أنها تعود لتلفزيون رمضان القادم بمسلسل يفضح فساد النظام السابق، وتقدم نفسها كوزيرة في “معالي الوزيرة” مضيفة لمشوارها الفني الطويل عملا آخر يدعم المرأة في المجتمع ويلقي الضوء على قدراته قابلناها أثناء تصوير المسلسل لتتحدث إلهام المعروفة بتمردها وحريتها وتعلن عن آرائها بجرأة ليست غريبة عليها وفيما يلي تفاصيل الدردشة التي دارت معها.
محاربة الفساد
> ماذا تقدمين في مسلسل«معالي الوزيرة» ؟
< أقوم بدور عضو مجلس شعب ووزيرة، وهي في نفس الوقت تحارب الفساد حتى تقع في مشكلة كبيرة مع “كامل” الذي يجسد شخصيته تامر هجرس، ويقوم باستغلال نفوذها ليستولي على أراضي الدولة وتتوالى الأحداث في البحث عن العدالة والحق.
> ما سبب توقف التصوير أكثر من مرة وحقيقة ما قابله العمل من مشاكل ؟
< ليست مشاكل ولكننا صورنا وتوقفنا وعودنا، صورنا اسبوعين في يناير 2011 حتى يوم 27 تقريباً، ثم توقفنا في جمعة الغضب وكان عندنا اوردر شغل يوم السبت ولكن وقفنا التصوير لنرى سبب الانفلات وما يحدث في البلد، واصيبت حركتنا بشلل حتى نفهم ما يحدث وتوقفنا حتى قالوا البلد غير آمنة ولكن بعد شهر ونصف كان عندنا تصوير في ديكور مجلس الشعب لأني اقوم بدور وزيرة ونائبة، وحينما حاولنا استئناف التصوير تعرض الفنان مصطفى فهمي لحادث بلطجة في الشارع ولغينا يومها التصوير. ومن أجل عودة التصوير حدثت اكثر من مشكلة، فكان جزء من الطاقم يأتي متأخراً وكانوا يقولون ان المظاهرات متسببة في اغلاق بعض الشوارع، وبالطبع اي فرد كان يتاخر حتى ولو عامل .. يتسبب في تعطل العمل كله. وعموما كان حال البلد والكل في شلل وكل الأعمال توقفت ولكن كان عندنا امل على عودة التصوير والعمل. ولكن واجهنا مشكلة آخرى وهي تصاريح التصوير الخارجي فكنا نريد تصوير مجلس الشعب وقصر الرئاسة من الخارج ووزارة السياحة والداخلية واماكن حيوية ومهمة جدا، وتصوير الداخلي مرتبط بالخارجي، فظللنا نؤجل حتى شعرنا بعودة الهدوء للشارع فنزلنا نصور مرة آخرى. وكان اجمالي التوقف 10 شهور.
حدث بالفعل
> هل قمتم بأي تغييرات في سيناريو العمل بعد الثورة ؟
< لا أبداً رغم اننا عرضنا على المؤلف محسن الجلاد واقترحنا عليه لأنه حدث بالفعل تغيرات في الشارع السياسي، فقال لا، لأن الاحداث في المسلسل حدثت بالفعل.
> وهل إضافة حدث الثورة الآن لأي مسلسل في صالح أم ضد العمل ؟
< الموضوع ليس سياسة فقط، فنحن نتناول عدة محاور غير السياسة فنناقش محاور اجتماعية ورومانسية .. وفيه بعض الاسقاطات على النظام السابق، نحن ننتقد بدون هجوم، ولكن حينما تشاهد احداث المسلسل ربما تجد فيها اسباب دفعت الناس للثورة. وكنت اتمنى ان نعرضه قبل الثورة لان الناس كانت ستراه عمل جرئ جداً، فأنا أحب انتقاد الاشخاص المسئولين وهم في قوتهم وسلطتهم وليسوا في موقف ضعيف.
عصر حرية
> تتناولين قضايا فساد، فهل واجهتِ أي تعثرات في الرقابة ؟
< لا الحمد لله العمل تم الموافقة عليه رقابياً من قبل الثورة، وأنا اقول اننا كنا في عصر حرية كبير جداً وكنا نتكلم بجرأة وحرية ونقول آراءنا بحرية اكثر من الآن، فالثورة قامت من اجل الحرية ولكن الواقع أننا لا نعيش حرية الآن.. أنا ارى ان الحرية راحت مننا بعد الثورة، وخصوصا حرية الرأي. وتم تقسيمنا رغم اننا كنا زمان وحدة واحدة رغم احتلافنا في الاتجاهات.
> بمناسبة تجسيدك شخصية وزيرة .. ما رأيك في حكومة الجنزوري ؟
< كل حكومة سابقة اعترضوا عليها حتى عصام شرف الذي جاءوا به من التحرير والحكومة التي قبلها لأحمد شفيق .. لم يعد يرضيهم شيء، والشعب لا يعجبه العجب، ورأيي لا يهم ولكن أتمنى أن نستقر أيا كان رئيس الحكومة.
قناعات شخصية
> كيف ترين مجريات الأحداث في الشارع المصري ؟
< لا اعرف من هم الثوار الآن، فأنا غير متابعة، ولكن اتعجب ممن يتهمون بعض الشعب بانه تابع للنظام السابق ..كيف نتبع النظام ؟ ألم نكن كلنا نعمل في ظل هذا النظام قبل 25 يناير ؟ كلمة “تبعه” معناها اننا كنا نعمل داخل الحكومة ونحن ليس لدينا أي وضع في الحكومة، ولكن أرى ان الشباب حاليا من حقهم الانتقاد وإعلان آراءهم ولكن دون إلقاء التهم على الناس واتهام كل من يختلف معهم بأنه “فلول”.
> وكيف تقيمين بعض زملائك الذين ركبوا الموجة ونزلوا الشارع السياسي ؟
< أرى انها قناعات شخصية، فلو انا مؤمنة بالحرية لا يجب علي التعليق على أمر كهذا، فكل منهم بالتأكيد لديه رأي واتجاه وهو حر فيه والمفترض ان نحترم جميعا آراء بعضنا وان اختلفنا.
صعود الإسلاميين
> ولكن ألا ترين أنم يظهرون سياسياً بشكل مكثف ؟
< في النهاية الفنان مثله مثل اي مواطن، فهناك مواطنون تركوا اعمالهم وحياتهم ومركزين في السياسة ايضاً، فنحن الأن نرى الكل يتحدث في السياسة حتى رجل الشارع البسيط الذي لم يدرس .. أدخل اي مكان في مصر تجد الكل يتحدث في السياسة حتى الاطفال الصغيرة .. الكوافير والسوبر ماركت .. البلد كلها تتحدث في السياسة والناس اتفاجئت بما حدث وهم مهمومين بالفعل بالبلد.. فنحن جزء من البلد ونتسائل عن القادم وما سيحدث غداً.
> وكيف ترين سيطرة الجماعات الإسلامية على البرلمان ؟
< هذه إرادة الشعب، فلابد أن نحترمها، وهذه هي الحرية والديموقراطية ولن نفرض رأينا على أحد.
> ولكن بعض الفنانين يرون تهديداً في صعود الإسلاميين ؟
< يوم ما سيقتربوا للفن كلنا سنقف لهم! فالشعب عرف طريق الشارع وعرفنا يعني ايه ثورة .. وليس معقول ان مصر بريادتها للثقافة والفن سيكن فيها يوماً قانون يضمن وصاية أحد على الفن، ونحن لن نتخلى ببساطة عن تاريخنا وفننا وحريتنا.
لن أعتزل
> هل من الممكن أن تفكرين يوماً في الإعتزال مع تصاعد التيارات الدينية؟
< لن أعتزل الفن ولا يوجد أحد يستطيع أن يدفعني للإعتزال.
> ما سبب تراجعك عن انتاج فيلم “يوم للستات” ؟
< لم أتراجع عن انتاجه، فهناك أخبار يتم تداولها وهي غير صحيحة ولكن ما حدث أن جهاز السينما كان شريكاً في الإنتاج وبالفعل قمنا ببناء الديكورات الخاصة بالفيلم ولكن فوجئنا بانسحاب جهاز السينما من الانتاج، فتوقف الفيلم.
> في رأيك لماذا دارت انتقادات حول قصة الفيلم رغم عدم تصويره من الأصل؟
< للأسف هذا ما تعودنا عليه مع أغلب الأفلام، أن يقوموا بمهاجمة الفيلم قبل مشاهدته، ولكن علينا أن نشاهد قبل الحكم، وأنا متأكدة أننا لو انهينا ذلك الفيلم فسيحصل على العديد من الجوائز مثل “واحد صفر”، فالفيلم تدور أحداثه حول مجموعة من السيدات يبحثن عن يوم للتحرر فيه من قيود المجتمع ومن العادات والتقاليد ولكنهن يتعرضن للكثير من المشاكل بسبب هذا التفكير.