السعادة والتعليم
أول
التطبيقات التي يتناولها الكتاب للأطر السابقة في تحقيق
السعادة هو فيما يتعلق بالتعليم, ويشير في البداية إلي
الكتاب الشهير الذكاء الاجتماعي الذي كتب فيه دانييل
جولدمان أن كل الدراسات تؤكد أن النجاح لايمثل الذكاء
فيه سوي عشرين في المائة فقط كمكون أساسي, أما
الثمانون في المائة الأخري فلأسباب أخري منها الذكاء
الاجتماعي, وينتقد الكاتب الأسلوب الذي تتبعه المدارس في
تحفيز الأطفال في المراحل الدراسية والذي يركز فقط علي
التقيير طبقا للدرجات النهائية في الدراسية ولا يغرس في
الأطفال مفهوم أهمية الاختيار وانتقاء المناسب لكل منهم
والاستمتاع بحيوية الأداء والتجرية, فتكون النتجة هي أننا
نساهم في تحويل أجيال متتابعة إلي نمط لهاث الفئران
وهم ينمون بين يدينا. أهم نقطة تناولها الكاتب في هذا
القسم هو تقنية FIOW التي تبنتها عالمة النفس ميهالي
تيسنمالي في تحقيق التجربة التعليمية المحققة لأكبر قدر
من الإفادة والسعادة والتي تعتبر نموذجية لتربية أطفالنا,
وللأجيال الأخري الأكبر سنا أيضا. تنفيذ FIOW التي يجب
أن يتبناها القائمون علي التعليم بداية تؤكد أن وجود
هدف أو غاية شيء أساسي من أجل الإنجاز والسعادة أثناء
التعليم, ولكن في الوقت ذاته ليس صحيحا ما توارثته
الأفكار أن أكبر مكسب في التعليم لا يتحقق إلا بتعمد
الألم ونكران الذات, وهذا ما تبرزه تقنيةFIOW التي تربط
ما بين مستوي المهارة لدي الشخص ودرجة صعوبة المهمة
أو المادة التعليمية وكان مستوي المهارة أو القدرة لا
يتناسب ويقل كثيرا عن المطلوب, أدي ذلك إلي إصابة
الطالب بالقلق والتوتر المستمر وهذا بدوره يداخله في
حالة اللهاث الخائف دوما ولا يحقق له السعادة في
التعليم بالتالي إلي قمة الإنجاز, علي الجانب الآخر, إذا
ما تهاون القائمون علي التعليم في إمداد الطالب بمواد
أومهمات تتناسب مع قدراته العملية والإنسانية وتقل عنها
فهذا يدخله في نطاق الشعور بالملل وفقدان الإحساس
بالتحدي أو الرغبة في إنجاز غاية ما, فالمبالغة بشكل
عام ـ ظنا منا أن من شأنها أن تسعد أبناءنا ـ في
إزالة أي مصدر بذل جهد أمام الطفل تحرمه من التجربة
الحقيقية لتحقيق السعادة والتي لا يمكن اختصار خطواتها,
هذه الخطوات تتضمن بذل الجهد والكفاح والإنجاز.
الخلاصة
هي أن الحد الأمثل من السعادة والإنجاز الدراسي في
الوقت ذاته أو تقنية FIOW تؤكد أن القائمين علي التعليم
يجب أن يقدموا لكل طفل علي حدة وبحسب تكونيه الشخص
وميوله وقدارته المهام التي تتوافق وتتساوي مع تلك
القدارت, بحيث لا تقل عنها فتصيبه بالملل وتحرمه من
الرغبة في التحدي والإنجاز, ولا تزيد عن قدراته فتكبله
طوال مراحل دراسته بالتوتر والقلق والخوف. وينهي الكاتب
هذا القسم بتوصيات وخواطر بالغة الأهمية.
الخاطرة
الأولي هي أنه كما قال الفيلسوف والاقتصادي القديم آدم
سميت: المشاعر الإنسانية من فرح وحزن هي أكبر عنصر
مساواة بين البشر, لذلك لا تقس علي نفسك إذا ما شعرت
بشيء من الحزن ولا تكن كغالبية المرضي النفسيين من
الأغنياء الذين يلومون أنفسهم إذا ما لم يشعروا بالسعادة
القصوي في بعض الأحيان لأن المجتمع يضغط عليهم ولا
يعطيهم عذرا للشجن, فشيء من الحزن أو السكون لابد وأن
يلم بأي شخص في فترة من حياته, المهم عدم الاستسلام
له والتعامل بإيجابية, تذكر أنك إنسان وأعط نفسك فرصة
وهامشا لأي مشاعر حتي تأخذ مجراها, ولكن علي الجانب
الآخر حاول الاستفادة من أي مصاعب تقابلها واسال نفسك
الأسئلة التالية بعد كل محنة: هل استفدت درسا؟ هل
أصبحت أكثر احتمالا من ذلك قبل وأكثر قوة؟ هل أصبحت
أكثر تقديرا للحياة أو لأمور بعينها من ذي قبل؟ ضع
نصب عينك هدفا هو أنك لن تسمح لمحنة أو مأساة أن
تذهب هباء بدون أن تجعل منك إنسانا أفضل, وتذكر أنه
لا يمكن منع الصعاب ولكن يمكنا أن نطوعها لنجد فيها
ما يفيد.
التوصية التي ينتهي بها هذا القسم هي
أن أكثر الأشخاص نجاحا هم الذين يتعلمون طوال الوقت,
مها يكن سنك أو وضعك الاجتماعي, ضع نصب عينك كل حين
وآخر شيئا آخرا تتعلمه وقسم ذلك إلي قسمين, الأول
تعليم يتصل بمجال عملك ويفيدك في هذا الصدد والآخر
لحياتك الشخصية وبناء نفسك ولا تنس في هذا الصدر
القاعدتين الأكثر أهمية في بناء السعادة: انتق ما تجد
فيه شغفا وما تحبه لتدرسه وتعامل مع ذلك التعليم
كتغيير يجب إدماجه في حياتك عن طريق تحويله إلي عادة
بتوقيت واستمرارية.