السعادة في العلاقات الإنسانية
اللورد
بايرون كان أحد أهم الشعراء البريطانيين والذي اشتهر
رغم إعاقة قدمه بوسامته الشديدة وقصصه مع النساء وأكثر
من كل ذلك كلماته النافذة إلي الروح من فرط جمالها
ورومانسيتها, وهو القائل: السعادة خلقت توءما, لابد علي
من يشعر بها أن يشاطرها مع غيره, والفيلسوف فرانسيس
بيكون قال إن الصداقة تضاعف السعادة وتشطر الحزن نصفين,
بينما أكدت كل الدراسات النفسية أن أهم عنصر في
السعادة والاستقرار النفسي هو أن يكون الإنسان محاطا
بعلاقات إنسانية واجتماعية عميقة وصادقة, وهنا يؤكد الكاتب
علي تطبيق النموذج الرابع من أصناف البشر لتحقيق
العلاقات الناجحة, فالترابط بين اثنين يجب حتي يحقق
السعادة الحقيقية أن يكون ممتعا في ذاته وحينه ومفيدا
لكل منهما في المستقبل, وهذا في مرحلة الاختيار, أما
فيما بعد الاختيار فيقول الكاتب إن العلاقات التي مر
عليها وقت طويل من الممكن أن تصبح أكثر إثباتا وتحقيقا
للسعادة إذا ما ركز كل طرف علي معرفة الآخر بحق لا
التأثير عليه أو محاولة كسب إعجابه كما هو الحال في
البدايات, فالمعرفة العميقة تجعل كل طرف أكثر إسعادا
وتفهما لاحتياجات الطرف الآخر وهنا تكمن السعادة الأعمق,
كذلك يؤكد الكاتب ما تشير إليه كل الدراسات النفسية من
أن العلاقات الناجحة هي تلك التي لا يأخذها اطرافها
كأنها مسلم بها بل يعملون بجهد واهتمام علي تطويرها
وتجديدها وأن يتفهم كل طرف احتياجات الآخر بوصفه كائنا
له تركيبة مختلفة, فالرجل يحتاج أن يبتعد قليلا ليقترب
مرة أخري ويحتاج أن تقدم له المرأة في حياته الإعجاب
والاحترام والثقة وألا تقدم له النصح المباشر أو
التوجيهات الصريحة, هكذا هو, بينما المرأة تحتاج في
تقلباتها المستمرة أن يشعرها الرجل بأنه بجانبها دائما,
وألا يكتفي بإظهار مشاعره عن طريق الأفعال لأن المرأة
تحب بأذنيها وتطمئن وتسكن بأذنيها أيضا قبل قلبها وأخيرا
ينصح الكاتب بأن يقوم كل زوجين بخلق عادة علي فترات
متساوية يقومان فيها بكتابة ورقة من كل منهما للآخر
فيها ما أسعده وما يشعره به من امتنان من الطرف
الآخر مهما يكن بسيطا ومع عدم التركيز علي ماهو سلبي.