اتفاق بين السودانين على ملف النفط وأوباما يرحب
آخر تحديث:الأحد ,05/08/2012
الخرطوم - عماد حسن:
توصَّل السودان وجنوب السودان، إلى اتفاق نهائي بشأن تصدير نفط الجنوب عبر السودان، وعلى وقف إطلاق نار جزئي وفتح ممرات آمنة في منطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة لمنح الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالمنطقتين، في حين أعلن مجلس الأمن مهلة إضافية للدولتين لتسوية خلافاتهما، ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق .
ولم يحدد الرئيس الجنوب إفريقي السابق ثابو أمبيكي، موعداً لاستئناف إنتاج النفط الخام في الجنوب . وقال عقب اجتماع لمجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، إن “الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الأمر”، من دون أن يكشف تفاصيل الاتفاق . ووصف أمبيكي الاتفاق بأنه اتفاق بشأن كل الأمور والمسائل المعلقة مثل رسوم النقل والمعالجة والعبور .
ولم يذكر أمبيكي تفاصيل، لكنه قال “ما سيتبقى الآن هو مناقشة الخطوات المتعلقة بالموعد الذي يتعين مطالبة شركات النفط فيه بالاستعداد لاستئناف الإنتاج والتصدير” . وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الطرفين توصلا إلى اتفاق على مبلغ 25 دولاراً و80 سنتاً للبرميل كرسوم عبور ومعالجة لنفط الجنوب الذي يمر عبر الأنبوب والأراضي السودانية وصولاً للتصدير، بعد اجتماع مطول ضم رئيس الآلية الإفريقية .
وقال مبيكي إن المحادثات بشأن الحدود المشتركة بين البلدين لم تنته بعد ومن المقرر أن يناقشها الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت الشهر المقبل . وأوضح “قمنا بإبلاغهم بأنه يوجد اتفاق بين الطرفين على أن مسألة الوضع النهائي لأبيي ستناقش خلال اجتماع القمة المقبل للرئيسين البشير وكير” . وأضاف أن الاتحاد الإفريقي طلب من الطرفين حل الخلافات المتبقية بحلول 22 سبتمبر/أيلول .
من جهته، قال وكيل وزارة النفط السودانية المهندس عوض عبد الفتاح “توصلنا لاتفاق نهائي مع دولة الجنوب بشأن عبور النفط” . وأضاف “نتوقع انفراجاً في ملفات التفاوض الأخرى” .
وقال الناطق باسم وفد السودان مطرف صديق في تصريحات عقب عودة الوفد إلى الخرطوم أمس، إن الطرفين توصلا لتفاهمات بشأن النفط “تعد معقولة” . وأوضح أن الاتفاق لا يلبي طموح الطرفين، وكشف عن بداية تنفيذه عقب التوصل لتفاهمات بشأن القضايا الأمنية عقب عيد الفطر المبارك .
وجدد باقان أموم كبير مفاضي الجنوب دعوات إلى هيئة تحكيم لحل خلاف بشأن وضع حدود البلدين المشتركة، واتهم أيضاً الخرطوم بالاحتفاظ بقوة شرطة في منطقة أبيي على الرغم من طلبات الأمم المتحدة بانسحاب الجانبين بشكل كامل .
وبشأن المفاوضات حول منطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة اتفقت الحكومة السودانية والحركة الشعبية “قطاع الشمال” على وقف إطلاق نار جزئي وفتح ممرات آمنة لمنح الفرصة أمام وصول المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالمنطقتين .
ولاحقاً، أكد وفد السودان أهمية أن تشهد الفترة الانتقالية تعاوناً بين الخرطوم وجوبا حتى تصبح الدولتان قابلتان للنمو والازدهار . وانتقد في بيان، الأرقام التي تداولت حول رسوم العبور ضمن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في أديس أبابا . وأكد الوفد في بيانه أن الأرقام التي أوردتها الصحافة حول رسوم العبور والخدمات وغيرها، لم تكن دقيقة بيد أن ما ورد عن الاتفاق عموماً صحيح في مجمله .
في غضون ذلك، أعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لدولتي السودان وجنوب السودان للتوصل إلى اتفاق سلام . وقال إن أمام الدولتين مهلة إضافية لتسوية خلافاتهما، وأضاف أنه من البديهي لا السودان ولا جنوب السودان قد نفذ الشروط التي وضعت . وأضاف في نفس الوقت أنه حصل تقدم، مشيراً لوجود إجماع بمجلس الأمن على عدم جدوى فرض عقوبات على الدولتين حالياً . وقال أرو إن مجلس الأمن يبحث المسألة، الخميس المقبل .
ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق النفطي الذي وقع بين الخرطوم وجوبا . وقال في بيان صادر عن البيت الأبيض إن “هذا الاتفاق يفتح الباب أمام ازدهار أكبر لشعبي البلدين” . وأضاف “يستحق رئيسا السودان وجنوب السودان التهنئة بهذا الاتفاق وبتوصلهما إلى تسوية في شأن موضوع بالغ الأهمية كهذا . إنني أرحب بجهود المجتمع الدولي الذي توحد لتشجيع ودعم الطرفين سعياً إلى حل” .
من جانب آخر، لقي خمسة أشخاص مصرعهم نتيجة لاجتياح السيول والفيضانات مناطق مختلفة بالنيل الأبيض . وأعلنت الولاية حالة الطوارئ .