سليمان: الربيع العربي لن يتحقق ما لم يعاد الحق للفلسطينيين
السبت 6 تشرين الأول 2012
أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن تطلّع لبنان لقيام تعاون متعدد الأطراف بين الأوروغواي ومجموعة دول أميركا الجنوبية من جهة، ولبنان ومجموعة الدول العربية من جهة ثانية، من خلال متابعة أعمال ومقررات القمم العربية والجنوب أميركية الدورية، وذلك "تجسيداً للتكامل بين حضاراتنا وثقافاتنا المشتركة وتعزيزا لشراكة سياسية واقتصادية مرتجاة بين الإقليمين".
وشدد سليمان من الأوروغواي على ضرورة استمرار السعي لإيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت عام 2002، بما في ذلك ما يتعلق منها بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم بعيدا من أي شكل من أشكال التوطين، لتعزيز فرص الإصلاح والديمقراطية الناشئة في العالم العربي بعيدا من أي شكل من أشكال العنف.
من جهته، رحب رئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا بالرئيس الثاني للجمهورية اللبنانية الذي يزور الأوروغواي منذ العام 1954، واعتبر أن "مساحة لبنان الجغرافية الصغيرة هي سبب مهم يجعلنا نناضل معه من اجل تحقيق الاهداف التي نلتقي عليها في القضايا الانسانية العادلة وتلك المطروحة في المحافل الدولية"، وشدد على "الدور الايجابي الكبير الذي تلعبه الجالية اللبنانية في الاوروغواي لتفعيل الحياة اليومية في هذا البلد والمساهمة في تطويرها وازدهارها".
كلام الرئيسين سليمان وموخيكا جاء في ختام لقائهما في مقر الرئاسة الاوروغوانية- الاكزيكوتيف تاور. وكان رئيس الجمهورية وصل الى الاكزيكوتيف تاور عند الثانية والنصف (الثامنة والنصف مساء بتوقيت بيروت) حيث كان في استقباله في الباحة الخارجية قائد البيت العسكري لرئاسة الجمهورية الجنرال ميلتون أي ايتواري. وبعد استعراضه لحرس الشرف، انتقل الرئيس سليمان الى البهو الداخلي حيث استقبله الرئيس موخيكا واصطحبه الى مكتبه ليعقدا لقاء خاصا شارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور والقائم بالاعمال اللبناني في الاوروغواي نمير نور الدين، فيما شارك عن الجانب الاورغواني وزير العلاقات الخارجية لويس الماغرو وسفير الاوروغواي في لبنان يورغي لوسيا يوري. وتم في خلال اللقاء التشديد على اهمية تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين والتركيز على سبل تطوير الاقتصادية منها بشكل خاص، وخلق مساحات جديدة من التعاون في المجالات كافة، وانشاء غرفة للتجارة والصناعة، واقامة منتدى لرجال الاعمال.
وكان توافق على ضرورة التعاون في المحافل الدولية والوقوف الى جانب القضايا العادلة والمحقة. وبعد تبادل الهدايا بين الرئيسين سليمان وموخيكا، عقد اجتماع موسع في قاعة مجلس الوزراء حضره اعضاء الوفد الرسمي اللبناني المرافق ومسؤولون اوروغوانيون.
وبعد انتهاء اللقاء، توجه الرئيس سليمان والوفد المرافق الى موقع النصب التذكاري للجنرال خوسيه جرفاسيو ارتيغاس، وهو بطل الاستقلال الاوروغواني، حيث وضع اكليلا من الزهر على نصبه. وعزفت ثلة من حرس الشرف نشيد الموتى، فيما احتشد عدد من الاطفال والمواطنين حاملين الاعلام اللبنانية. وقد حرص الرئيس سليمان على مصافحة عدد من الاطفال والمواطنين قبل ان يغادر مقر النصب.
ثم انتقل سليمان والوفد المرافق الى قصر السلطة التشريعية في الاوروغواي حيث كان في استقباله نائب رئيس الجمهورية دافيلو استوري. وبعدما اديت له مراسم الاستقبال واستعراضه حرس الشرف، عقد لقاء مع استوري بحضور اعضاء الوفد الرسمي المرافق تم في خلاله التطرق الى اوجه التعاون القائمة بين البلدين، والتشديد على ضرورة ازالة العوائق التي تحول دون الارتقاء بهذا التعاون الى مستويات افضل. كما تم التوافق على ضرورة تفعيل العمل البرلماني المشترك.
وبعد تبادل الهدايا، دون رئيس الجمهورية كلمة في السجل الذهبي جاء فيها: "من قصر السلطة التشريعية مصدر القوانين نحيي جهود الاوروغواي نحو اقامة دولة عصرية تسودها العدالة واحترام القانون. وكلي امل في تطوير التعاون بين بلدينا وشعبينا لترتقي العلاقات الى المستوى الذي يعكس الروابط الانسانية التي نسجها مهاجرونا الاوائل الى هذه البلاد".
وعقد الرئيس سليمان في مقر السلطة التشريعية اجتماعا مع اعضاء لجنة الصداقة البرلمانية الاوروغوانية- اللبنانية بحضور اعضاء الوفد الرسمي. وكان تأكيد على ضرورة تعزيز الروابط الثنائية القائمة والعمل على تطويرها لما فيه مصلحة البلدين. وألقى نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ البرتو كورييل كلمة اشار فيها الى اننا "نحتفل في هذا الشهر بمرور 67 عاما على اقامة علاقات ممتازة بين الاوروغواي ولبنان"، لافتا الى "اننا في هذا الاجتماع سنوقع على انشاء لجنة الصداقة البرلمانية بين البلدين".
ثم تحدث الرئيس سليمان فقال: "عندما نشعر في لبنان بالخوف والتردد، نعود نلتقي بالانتشار اللبناني لنتعلم منهم الوطنية والاخلاص. اقول هذا لألفت النظر الى اهمية الانتماء الى الوطن، فهناك شعب بكامله في الشرق الاوسط، شعب عربي فلسطيني فقد ارضه ولم يحصل بعد على دولة. وهناك شعوب في الدول العربية تبحث عن ديموقراطية تعيش في ظلها بأمان وسلام. وقد سمعتم بالربيع العربي في الدول العربية، وهو لن يصبح حقيقياً، ما لم تفرض الديموقراطية على اسرائيل ويعاد الحق للشعب الفلسطيني. وحتى العضوية في الامم المتحدة لم تمنح للفلسطينيين رغم تأييد 145 دولة من ضمنها الاوروغواي، فعن أي ديموقراطية يتحدثون؟".
بعد ذلك لبّى رئيس الجمهورية والسيدة عقيلته دعوة الى مأدبة عشاء رسمي اقامها الرئيس موخيكا على شرفهما في قصر سواريس حضرها اعضاء الوفد الرسمي المرافق وكبار المسؤولين الاوروغوانيين.
منقول من