أسد (ازم)
رسم لأسد أمازيغي يعود للعام 1898
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أزم
- أو الأسد الأمازيغي و الذي يعرف أيضا بالأسد النوبي و أسد الأطلس هو
إحدى سلالات الأسود التي إنقرضت في البرية خلال أوائل القرن العشرين، و
التي إستوطنت شمال إفريقيا من المغرب و الجزائر حتى ليبيا و مصر. قتل أخر
أسد أمازيغي في جبال أطلس عام 1922 و أعتقد لفترة طويلة بأنه إنقرض تماما و
لم يبق منه أي أفراد حية، إلا أن بعض الأسود التي يحتفظ فيها في حدائق
الحيوانات و السيركات أظهرت خلال العقود الثلاثة الماضية بعضا من السمات
التي جعلتها تعتبر من السلالة الأمازيغية أو مرشحة لتكون كذلك على الأقل.
هناك الكثير من الناس و المؤسسات المختلفة التي تزعم حاليا أنها تمتلك
أسودا أمازيغية ، و يظهر أن هناك حوالي أربعين أسدا منها في الأسر في
أوروبة بكاملها، و يصل عدد الأفراد منها في جميع أنحاء العالم إلى أقل من
مئة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانت
الاسود الأمازيغية من ضمن الوحوش التي إستقدمها الرومان لقتال المجالدين
في الكولوسيوم إن لم تكن أكثرها شيوعا، و كان الرومان ينقلون الأسود من
شمال إفريقيا إلى روما بأقفاص مغلقة تماما و يسجونها لأيام عديدة بلا طعام
لتصبح أكثر شراسة ومن ثم يطلقونها على المجالدين و المجرمين المحكوم عليهم
بالإعدام بما فيهم المسيحين في ذاك الوقت.
تعتبر الأسود
الأمازيغية من أكبر سلالات الأسود إجمالا، حيث تزن الذكور ما بين 400 و 600
رطل (180 إلى 270 كيلوغراما) و الإناث بين 220 و 400 رطل (100 إلى 180
كيلوغراما) وهي بذلك تقارب الببور البنغالية في الحجم، إلا أن بعض الخبراء
يعتقدون أن هذه الأحجام يُبالغ فيها بشكل كبير و إن الحجم الحقيقي لهذه
السلالة يماثل حجم سلالات الأسود الإفريقية التي تقطن جنوب الصحراء الكبرى
(التي تزن قرابة 400 رطل) بقليل، إلا أنه ليس هناك من مصدر موثوق يدعم هذا
القول. كان العلماء الأوائل يفترضون أن بنية هذه الأسود الخارجيّة ( لبدة
الذكر الكبيرة التي تمتد لما بعد كتفيه ) تميّزها عن غيرها من السلالات و
يمكن بالتالي الإستناد إليها لتعريف هذه السلالة، إلا أنه يُعرف الآن أن
لون و حجم اللبدة يتأثّر بعدد من العوامل الخارجيّة الخاصة بالبيئة التي
يسكنها الحيوان مثل درجة الحرارة، و بالتالي فإن أي سلالة من الأسود يمكن
أن تنمو لديها لبدة ضخمة في بيئة أكثر برودة، و هنا يمكن القول أنه لا يمكن
تعريف الأسود البربرية عن طريق حجم لبدتها و إنما ينبغي تحليل حمضها
النووي و إيجاد أثار فيه تدل على هويتها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]معظم
الأسود الموجودة في الأسر اليوم تعتبر غير نقيّة جينيّا، إذ أنها نتاج
تهجين بين سلالات أسود مختلفة تمّ إحضارها من إفريقيا منذ سنين بعيدة و
زُوّجت لبعضها جهلا أو بعدم إكتراث بما أن الحفاظ على الحياة البرية لم يكن
من أولى اهتمامات الإنسان في تلك الفترة، و بالتالي فإن الأسود الأسيرة
اليوم تمتلك خليط جيني من عدّة سلالات مختلفة للأسود البرية. ومن هنا يظهر
أنه من الصعب تحديد أي أسد يعتبر أمازيغياً بما أن جميع هذه الأسود تحمل
خصائص متنوعة يُضاف إليها العوامل البيئية الخارجيّة التي تؤثر على شكلها و
تجعلها تبدو بمظهر مختلف عمّا كانت ستبدو عليه في بيئتها الأصلية.
كانت
الأسود الأمازيغية تتشاطر موطنها مع نوعين أخرين من الضواري الكبيرة و هي
النمر الأمازيغي و دب الأطلس، وقد إنقرض الثاني بينما شارف الأول على
الإنقراض، أما الأسد الأمازيغي فإن البعض من العلماء و المؤسسات ( مثل موقع
الإنقراض ) يفترضون أنه منقرض و لا يعترفون بوجود فرد حي نقي جينيّا اليوم
إلى أن يتم إثبات ذلك عن طريق بعض الفحوص، أما البعض الأخر فيرون أن هذه
الأسود لا تزال حيّة طالما أن هناك أسودا تحمل ولو جزء من خصائصها
الوراثيّة، و إن تحديد هذه الأسود التي تحمل هذه الخصائص قد يمكّنهم من
إكثارها و إعادة أفراد نقيّة منها إلى البرية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الوصف و الخواص الأحيائية
يفترض
العلماء أن هناك سبعة سلالات من الأسود الإفريقية، إلا أن مصداقية هذه
الفرضية لا تزال موضوع جدل إذ أن البعض يقول بأن جميع هذه السلالات يُمكن
جمعها في سلالة إفريقية واحدة، وفي الواقع فإن الأسود الإفريقية غالبا ما
تعتبر أحادية الطراز أي ذات طراز أو ممثل واحد. أما الأسود الآسيوية فهي
مميزة و مختلفة جينيّا عن الأسود الإفريقية القاطنة لجنوب الصحراء الكبرى،
إلا أن هذا الإختلاف لا يزال بسيطا، فهو أصغر من الإختلاف و البعد الجيني
بين الأعراق البشرية المختلفة؛ و بالإستناد إلى هذا الفرق الجيني، يُقدّر
العلماء أن الأسد الآسيوي إنفصل عن الجمهرة الإفريقية منذ حوالي 100,000
سنة، وهي فترة لا تعتبر كافية كي تتطور لدى الحيوان تعارضات تناسليّة، أي
لا تصبح قادرة على التناسل مع الجمهرة الإفريقية. يُعتقد بأن الأسد
الأمازيغي مرتبط بالسلالة الآسيوية بشكل أكبر من إرتباطه بالسلالات
الإفريقية الأخرى على الأرجح.
أسد يُحتمل أنه أمازيغي في حديقة حيوانات لايبزغ خلال أوائل القرن العشرين
أسد يُحتمل أنه أمازيغي في حديقة حيوانات لايبزغ خلال أوائل القرن العشرين
على
الرغم من أن هناك القليل من العينات الخاصة بالأسود الأمازيغية ( الجماجم و
الجلود )، بالإضافة لصور و لوحات عن أسود أمازيغية حيّة، فإن بعض العلماء
إستطاعوا عن طريق التدقيق بالبعض القليل منها أن يعيدوا تصوير المظهر
الخارجي للأسد الأمازيغي الحقيقي حيث يظهر أنه كان ذو أهاب ضارب إلى
الرمادي، طويل الفراء مما أضفى عليه مظهرا أشعث، كما و كانت الإناث و
الذكور اليافعة تمتلك شعيرات طويلة حول حلقها و مؤخر قوائمها الأماميّة و
على طول معدتها؛ و كانت الذكور البالغة تمتلك لبدة ضخمة تغطي رأسها و عنقها
و أكتافها، و تمتد لما بعد كتفيها وصولا إلى معدتها. إختلف لون لبدة هذه
الأسود باختلاف المنطقة التي تغطيها على الجسد حيث كان باهتا على الأقسام
الأماميّة ثم يشتد قتامة على الأقسام الخلفيّة، كما و كانت لها خصلة شعر
طويلة على ذيلها و كان مؤخر رأسها أكثر ارتفاعا من باقي السلالات، حيث كانت
قمّة الرأس أكثر بروزا مما كان يُظهر خطا أكثر استقامة يمتد من طرف الأنف
حتى مؤخر الرأس. إمتلكت الأسود الاأمازيغية أيضا ذقنا أكثر إستدارة من باقي
السلالات بالإضافة لخطم ضيّق نسبيّا و إنقباض خلفيمحجري ( واقع خلف محجر
العين ) لجمجمتها. يُعتقد أن للأسود الأمازيغية نفس طيّة الجلد التي تتميز
بها الأسود الآسيوية تحت لبدتها الممتدة على طول معدتها.
العادات:
كانت
هذه الأسود تعيش بشكل إنفرادي كباقي السنوريات الكبيرة وعلى العكس من باقي
سلالات الأسود الإجتماعيّة، وفي بعض الأحيان كانت تعيش في أزواج، و يعود
السبب في ذلك إلى عدم توافر الطرائد بشكل واف في المناطق التي قطنتها. كانت
الإناث من هذه السلالة تقوم بتربية أشبالها حتى تصل لسن البلوغ ( حوالي
سنتين ) ومن ثم تفترق عنها.
المسكن:
إستوطنت هذه الأسود شمال
إفريقيا بكامله، إلا أن القسم الشرقي من تلك المنطقة ( مصر و ليبيا )
يُحتمل بأنه لم يحوي جمهرة كبيرة من الأسود حتى قبل أن يستوطنه البشر، و
لعلّ ذلك يعود إلى قحل و جفاف المنطقة. يُعتقد أنه بحلول أوائل القرن
الثامن عشر عند أقصى تقدير، كانت الأسود الأمازيغية قد إختفت من القسم
الشرقي المتوسطي لشمال إفريقيا و انحصرت في القسم الغربي منه ( المغرب،
الجزائر، و تونس ). وعلى العكس من معظم سلالات الأسود الإفريقيّة، كان
الأسد أمازيغي صيّادا جبليّا يفضّل المناطق الحرجيّة على السهول المفتوحة و
السفانا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحمية:
شملت
الحمية الأساسية للأسد الأمازيغي عدّة أصناف من الحيوانات البريّة من
شاكلة الضأن الأمازيغي ، الخنازير البرية، غزلان كوفيه، والأيائل الحمراء (
السلالة الأمازيغية منها – الوعل الأمازيغي ). و بالإضافة إلى ذلك كانت
هذه الأسود تقتات على المواشي المستأنسة من بقر و خراف بين الحين و الأخر،
حتى أنها كانت تقتنص الأحصنة في بعض الأوقات. لم يتم توثيق طريقة الصيد
التي إعتمدتها الأسود البربرية يوما، إلا أنه يُعتقد بأنها كانت تلجأ لنفس
أسلوب الخنق الذي تلجأ إليه باقي السنوريات الكبرى في العالم.
التناسل:
كان
للأسود الأمازيغية موسم محدد للتزاوج يُعتقد بأنه كان يقع في شهر يناير، و
ذلك على العكس من الأسود القاطنة للسهول التي لا موسم تزاوج محدد لها و
إنما تتناسل على مدار العام. تُظهر السجلات الخاصة بالأسود الأمازيغية
الأسيرة أن فترة حملها تمتد لحوالي 110 أيام تقريبا، تضع الأنثى بعدها ما
بين شبل إلى 6 أشبال إلا أن المعدّل غالبا يصل لما بين 3 أو 4 أشبال. تكون
الصغار مرقطة غالبا برقط ورديّة قاتمة كثيفة و تزن حوالي 3.5 أرطال عند
الولادة، وهي تكسب وزنا بمعدّل 3.5 أونصات في اليوم و تبدأ أعينها بالتفتح
عندما تصل لعمر 6 أيام ومن ثمّ تبدأ بالمشي عندما تبلغ 13 يوما. تصل الإناث
إلى النضوج الجنسي عندما تبلغ سنتين تقريبا، إلا أنها لا تكون قادرة على
الحمل إلى أن تصل لعمر 3 أو 4 سنين. تبدأ الذكور بإظهار اهتمامها بالإناث
ما بين سن 24 و 30 شهرا، إلا أنها لا تنجب صغارا خاصة بها قبل سن 3 سنوات،
أو 4 إجمالا.
علاقة السلالة بالإنسان و بداية إندثارها:
كان
المصريون القدماء أول بشر إحتكت بهم الأسود الأمازيغية ، وقد تمّ ذلك عندما
وجدت القبائل المرتحلة ملاذا لها في وادي النيل فاستقرت هناك و أخذت تعمل
في الزراعة و تربية الماشية في المناطق الخصبة التي سكنتها الأسود مما أدى
بالتالي إلى صدام معها. وقد تلا البربر المصريين في النزاع مع الأسد
الأمازيغي و ذلك عندما أخذوا يستقرون في قرى صغيرة في جبال شمال إفريقيا و
يقومون بزرع بعض المناطق، منذ حوالي 3000 سنة، و كان كل من المصريين و
البربر يدافعون عن مواشيهم و منازلهم من الأسود الأمازيغية باستخدام الحراب
و السهام، إلا أنهم على الرغم من ذلك لم يكونوا خطرا حقيقيا على جمهرة تلك
الأسود.
بدأت أعداد هذه الحيوانات بالتراجع منذ عصر الإمبراطورية
الرومانية، فقد كان الأباطرة الرومان يسعون دوما إلى الترفيه عن شعوبهم و
الإظهار لهم أن حضارتهم تسيطر حتى على الطبيعة، و كان الرومان القدماء
يستقدمون هذه الأسود من شمال إفريقيا لجعلها تقاتل في المباريات التي كانت
تقام في المدرج الروماني “الكولوسيوم” و غيره من الحلبات المشابهة، و يُعرف
أن الرومان كانوا يحضرون الآلاف من تلك الأسود إلى مختلف أنحاء
الإمبراطورية لتقاتل ما كان يعتبر ندّا لها وهم المجالدون. ولم تنتهي هذه
الممارسات إلا بعد ستة قرون عندما إعتنقت الإمبراطورية الدين المسيحي و
أصبحت تلك المباريات المتمثلة بقتل الإنسان و الحيوان تعتبر أعمالا محرّمة
لا تتفق و رسالة المسيحيّة؛ و لكن بالرغم من ذلك فقد استمرت أعداد الأسود
الأمازيغية بالتراجع بعد أن حكمت الإمبراطورية البيزنطية المنطقة لفترة
وجيزة قبل الفتح الإسلامي في القرن السابع، و خلال فترة سيادة الدولة
العربية كانت هذه الأسود تعتبر مصدر إزعاج و كان البعض يدفع مكافأة مقابل
كل أسد يتم قتله.
ومع وصول الصيادين الأوروبيين إلى المنطقة في
القرن التاسع عشر، تراجعت أعداد الأسود بشكل رهيب، حيث كان المرشدون
المحليّون يتعقبون أثارها في جبال تونس و المغرب كي يصطادها صياد ما أو
يُقبض عليها لغرض بيعها لحدائق الحيوان.
إختفاء السلالة:
إنقرضت
الأسود الأمازيغية من غربي ليبيا بحلول عام 1700 تقريبا، وفي تونس قتل أخر
أسد أمازيغي عام 1891 بالقرب من بلدة بابوش الواقعة بين طبرقة و عين دراهم،
وفي الجزائر أصطيد أخر أسد عام 1893 بالقرب من بانته على بعد 97 كيلومترا
جنوبي قسنطينة، على الرغم من أن البعض يزعم بأن أخر أسد أمازيغي في الجزائر
تم إطلاق النار عليه في موقع غير محدد عام 1943. كان العثمانيون يشجعون
صيد الأسود في تونس و الجزائر حيث كانوا يدفعون مبالغ طائلة مقابل الحصول
على جلود تلك الحيوانات، أما بعد أن قام الفرنسيون باحتلال تلك البلاد
إنخفض سعر الجلد، حيث كانوا يدفعون 50 فرنك فقط مقابل واحد منها، و
بالمقابل فإن الكثير من المستوطنين و ملاك الأراضي الفرنسيين أصبحوا صيادين
للأسود في شمال إفريقيا حيث قتل ما يزيد على 200 أسد في الجزائر ما بين
عاميّ 1873 و 1883. إختفت الأسود الأمازيغية من الساحل المغربي خلال أواسط
القرن التاسع عشر، إلا أنها استمرت بالتواجد في ذاك البلد حتى الربع الأول
من القرن العشرين حيث قُتل أخرها عام 1942 في الجهة الشمالية من أحد
المعابر في جبال أطلس بالقرب من الطريق التي توصل مراكش بورزازات.
يظهر
أن السبب الرئيسي وراء إنقراض الأسود الأمازيغية من البرية هو التغيرات
البيئيّة التي جرت من حولها، حيث كان لإزالة الغابات و تعريتها لإقامة
مراعي للأبقار تأثير كبير على أنواع الطرائد التي تعتمتد عليها في غذائها،
كالأيائل و الغزلان، مما أدى إلى تناقص أعدادها و تناقص أعداد الأسود
بالتالي التي لم تكن قادرة على إقتناص الماشية التي أحضرها الفرنسيون بما
أنها كانت تُحرس بشكل جيّد، ومن ثم كان الصيد المكثّف الضربة القاضية
بالنسبة لهذه السلالة.
الأسود الأمازيغية في الأسر و الأفراد المحتملة الباقية:
كانت
الأسود التي اُحتفظ بها في معرض الوحوش في برج لندن خلال القرون الوسطى
أسودا أمازيغية ، كما أظهر فحص الحمض النووي الذي أُجري على جمجمتين
محفوظتين بشكل جيّد تم العثور عليهما خلال عمليات تنقيب جرت في عام 1937،
وقد تمّ تأريخ الفترة التي تعود إليها الجماجم بما بين الأعوام 1280 – 1385
و 1420 – 1480. يُفيد الدكتور نوبويكي ياماغوشي من وحدة الحفاظ على الحياة
البرية في جامعة أوكسفورد أن نموّ و ازدهار الحضارات في وادي النيل و شبه
جزيرة سيناء عند بداية الألفية الثانية ق.م. كان سببا في منع التنوع الجيني
لدى هذه الأسود بما أنه أدى إلى عزل العديد من الجمهرات عن بعضها البعض.
استمرت الأسود الأمازيغية بالتواجد في البرية في بلدان ليبيا، تونس،
الجزائر، و المغرب حتى حوالي قرن مضى فقط.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صورة لأسد يُعتقد أنه أمازيغي في حديقة للحيوانات
كان
يحتفظ بالأسود الأمازيغية في حدائق الحيوانات و السيركات خلال القرن
التاسع عشر و أوائل القرن العشرين، وفي عام 1835 تمّ نقل الأسود الباقية في
برج لندن إلى معارض ذات ظروف أكثر إنسانية في حديقة حيوانات لندن بناء على
أمر دوق ولينغتون و إحدى أشهر هذه الأسود الأسيرة كان ذكرا يدعى “سلطان” و
الذي عاش في الحديقة حتى عام 1896، كما كان هناك أسد أخر معروف عاش في
لايبزغ. أما حاليا فهناك بضعة عشرات من الأسود الأسيرة و التي تعتبر بأنها
من السلالة الأمازيغية مثل تلك الموجودة منتزه بورت لمبن للحيوانات البرية
والبالغ عددها إثني عشر أسدا و التي يعتقد بأنها تتحدر من أسود كان يمتلكها
ملك المغرب محمد الخامس، كما وجد إحدى عشر أسدا يعتقد بأنها أسودا
أمازيغية في حديقة حيوانات أديس أبابا و التي يعتقد بأنها تتحدر من الأسود
التي كانت ملكا للإمبراطور هيلا سيلاسي.
كان العلماء يعتقدون بأن
الأسود الأمازيغية تعتبر سلالة مميزة بسبب مظهرها الخارجي و بالتحديد بسبب
لبدتها الكبيرة الداكنة و حجمها الأضخم من باقي السلالات، إلا أنه يعرف
الآن بأن بعض العوامل العرضيّة تؤثر على لون و حجم لبدة الأسد مهما كانت
سلالته ومن هذه العوامل الطقس أو مناخ البيئة المحيطة بالحيوان، فقد لوحظ
أن الأسود الإفريقية تنمو لديها لبدات كثيفة و قاتمة في حدائق الحيوانات
الأميركية و الأوروبية ذات المناخ البارد مما يؤكد أن النظرية الأساسية عن
أن هذه السلالة مميزة بسبب مظهرها الخارجي تعتبر خاطئة بل إنه لم يعد يعتد
بالمظهر الخارجي لتحديد ما إذا كان أسدا معينا ذو أصل أمازيغي أم لا.
وفي
عام 2005 أظهر فحص للحمض النووي لأسد موجود في حديقة حيوانات نيوويد أنه
لا يتحدر من فرد من جنوب الصحراء الكبرى و بالتالي فإنه يحتمل أنه يتحدر من
أسد بربري أصلي. وعلى الرغم من هذا فقد أظهرت تقارير البحوث حول الحمض
النووي للأسد الأمازيغي و التي نشرت في عام 2006 دلائل لا تدعم القول بأن
الأسد الأمازيغي يُعد سلالة مستقلة بذاتها حيث وجد العلماء علامة بسيطة
فريدة في حمض نووي مستخلص من عينات شعر أخذت من أسود بربرية محنّطة في
المتاحف، و يمكن بالتالي استخدام هذا الأسلوب لمعرفة أي من الأسود المرشحة
لتكون أمازيغية تعتبر فعلا من هذه السلالة ومن لا تكون كذلك. وقد أظهرت هذه
الفحوصات أن خمسة من الأسود المنتمية للمجموعة الشهيرة الخاصة بملك المغرب
لا تعتبر، وفقا لهذه الفحوصات، أمازيغية الأبوين، و يُعتقد أنه في الفترة
التي سبقت حكم الرومان لشمال إفريقيا كان البعض من أفراد هذه السلالة يتم
تزويجه مع جمهرة شمال إفريقيا من الأسود الآسيوية، مما ولّد بالتالي
حيوانات هجينة كانت في بعض الأحيان أكبر من أبويها وفي أحيان أخرى أصغر.
مشروع الأسد الأمازيغي :
إن
شعبية الأسد الأمازيغي السابقة في حدائق الحيوان تعتبر الأمل الوحيد
لإمكانية رؤيته مجددا بحالة بريّة في شمال إفريقيا؛ وفي الفترة التي سبقت
تأسيس حديقة حيوانات الرباط، كان عالم الطبيعة الألماني فولفغانغ فري، و
الذي كان يبحث بشكل مكثّف عن المعلومات المتعلقة بالأسد الأمازيغي ، قد
أشاد بأهمية الأسود الخاصة بملك المغرب، وقد قام مدير حديقة الحيوانات بعد
أن عرف مدى أهميّة تلك الأسود ( التي بلغ عددها عندئذ 27 أسدا ) بالإتصال
مع علماء حيوان من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنهم كان خبيرا السنوريات
الكبيرة المشهورين: البروفيسور هيلموت هيمر و بول ليهوسن، إلا أن هذان
العالمان لم يستطيعا أن يجيبا على كل الأسئلة المتعلقة بمدى نقاء تلك
الحيوانات جينيا، لذا افترضا أنها تعاني من التلوث الجيني و اقترحا أن يتم
العمل ببرنامج تناسل إنتقائي خاص بها.
وقد قامت مؤسسة “ويلد لينك
إنترناشونال” بالتعاون مع جامعة أوكسفورد بإطلاق مشروع الأسد الأمازيغي بعد
سنين من البحث العلمي حول السلالة و التحقيق في الأقوال التي تزعم وجود
أفراد حية منها اليوم، و يهدف هذا المشروع إلى تحديد الأسود الأمازيغية
الأنقى جينيا و إكثارها ومن ثم إعادتها إلى البرية في موطنها الأصلي بشمال
إفريقيا. و يقوم علماء هذا المشروع باستخدام أحدث التقنيات للتعرّف على
“بصمات” الحمض النووي الأصلية و العائدة للأسد البربري، و قامت مؤسسة وايلد
لينك إنترناشونال بتجميع عينات من عظام الأسود الأمازيغية و الموجودة في
المتاحف الأوروبية في باريس و بروكسل و تورين و غيرها ومن ثم إرسالها إلى
جامعة أوكسفورد حيث يعمل فريق من العلماء على استخراج جدلية الحمض النووي
التي تظهر بأن هذه السلالة مميزة عن غيرها.
و على الرغم من أن
الأسد الأمازيغي يعتبر منقرضا بشكل رسمي إلى أن يتم التأكد تماما من أن
الحيوانات المرشحة تتحدر من أصول بربرية، فإن واليد لينك قامت بتحديد بضعة
أسود مأسورة حول العالم على أنها تتحدر من الأسود الأمازيغية الأصلية في
حديقة حيوانات تمارة في الرباط. و تهدف واليد لينك بعد ذلك إلى فحص بصمة
الحمض النووي لدى هذه الأسود للتأكد من مدى قربها للأسود الأصلية و مدى
تهجينها مع سلالات أخرى، ومن ثم فسوف تنتقى الأسود الأنقى من بينها لتتكاثر
مما يعيد الأسد الأمازيغي في النهاية بعد بضعة أجيال و بعد ذلك يتم إطلاق
الأسود في منتزه قومي خصصته الحكومة المغربية لها في جبال أطلس.
إلا
أن هذا المشروع توقف حاليا إلى أن يتم تجميع تبرعات كافية لمواصلة العمل
به خصوصا بعد أن فقد الإتصال مع مؤسسة وايلد لينك إنترناشونال و أغلق
موقعها الإلكتروني بعد أن كانت قد إتفقت مع جامعة أوكسفورد بأنها ستقوم
بتأمين الأموال اللازمة بينما تقوم الجامعة بالأبحاث و الدراسات اللازمة. و
بعد أن إنقطع الإتصال مع واليد لينك توقف الدعم المالي للمشروع و قام أحد
العلماء من الجامعة الذي يدعى الدكتور نوبويكي ياماغوشي بتمويل المشروع
بنفسه لأقصى فترة إستطاعها كي تمتد فترة دراسة الأسود الأمازيغية و جيناتها
لأطول وقت ممكن. و مؤخرا تم إطلاق ستة أسود أمازيغية في محميّة أكويلا
للطرائد في جنوب إفريقيا و التي تبعد عن كيب تاون مسافة ساعتين، في محاولة
لإعادة سلالة رأس الرجاء الصالح ( أسد رأس الرجاء الصالح ) ظنّا من أن تلك
الأسود تحمل خصائص لهذه السلالة المنقرضة.
السلالات المقربة:
أظهرت
دراسة في عام 1968 أن السلالات الأمازيغية و الأسيوية و الإفريقية
المختلفة بالإضافة لسلالة رأس الرجاء الصالح تمتلك نفس الخصائص في جماجمها و
أبرزها الوجه الضيّق المستطيل الشكل الذي يظهر بشكل كبير عند الأسود
الأمازيغية و الآسيوية بشكل خاص. ويظهر هذا الأمر بأنه لعلّ كان هناك صلة
وثيقة بين أسود شمال إفريقيا و آسيا، كما يُظن بأن السلالة الأوروبية من
أوروبة الجنوبية التي إنقرضت قرابة العام 80 – 100 م كانت تمثل صلة وصل بين
الأسود الشمال إفريقية و الآسيوية. و يعتقد بأن السلالة الأمازيغية تمتلك
نفس طيّة الجلد التي تمتلكها الأسود الآسيوية على معدتها إلا أنها تختفي
تحت لبدتها الطويلة التي تمتد على طول بطنها.