سوشيال ميديا: الفتونة والبلطجة بين الأطفال إلى متى؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جانيت نمور- إذاعة هولندا العالمية- الشجب والحزن لا يوقف الأذى والآلام
التي تتسبب بها الفتونة أو البلطجة أو التنمر (Bullying) في المدارس أو
أماكن العمل. كل مرة ومع سقوط ضحية جديدة ترتفع الأصوات شاجبة ويبدأ الحديث
عاليا، ليعود ويخفت من جديد وكأن شيئا لم يكن.
ما هي البلطجة
هي
تعرض شخص ما بشكل مستمر ولفترات طويلة للأذى اللفظي أو الجسدي من قبل نفس
الشخص أو الأشخاص، مما يؤدي إلى معاناة جسدية أو نفسية. في بعض الأحيان أدت
البلطجة إلى إقدام الضحية على الانتحار. في الغالب يتم اختيار الضحية إما
بسبب اللون أو الدين أو الإعاقة، وكذلك لطبيعته المثلية.
الأشكال
الأكثر شيوعا للبلطجة هي التي تحدث في المدارس أو في أماكن العمل، البلطجة
هي سلوك منظم وقد يؤدي إلى بعث اليأس في نفس الضحية. هذا السلوك هو عالمي
وينتشر في جميع البلدان. ومع ظهور الانترنت توسعت أشكاله.حملات كثيرة أطلقت
ورغم ذلك يتعرض يوميا ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم للبلطجة على يد
أطفال دون رقيب أو حسيب. الأسوأ من ذلك، أن هذه الآفة انتقلت من أروقة
المدارس إلى الحيز الالكتروني حيث تنشط عبر الانترنت ملاحقة الضحايا
وترهيبهم بوسائل عديدة، من نشر صور مخجلة لهم او ترويج الإخبار الكاذبة
والإشاعات.
أسبوع مكافحة البلطجةخصصت هولندا وبلجيكا هذا الأسبوع أي
من 4 فبراير إلى 8 فبراير لمكافحة التنمر او البلطجة في المدارس عبر تسليط
الضوء على الموضوع من جديد، بالتعاون بين المدارس والأهل والتلامذة. حيث
نُظم عدد من الأنشطة لتشجيع الضحايا على رفع الصوت والكلام عن ما يحدث معهم
عبر أبيات شعرية أو قصة قصيرة أو حتى من خلال فيلم فيديو قصير.الشكوى تضر
ولا تنفعتناقل المغردون الهولنديون اليوم عبر هاشتاق بلطجة خبر العثور على
طفل 13 عاما ميتا في غابة في مدينة فاسينار بعد ان كان قد فقد أول من أمس.
وعلق الكثير من المغردين على ما تردد من أخبار ان الفتى قد تعرض للبلطجة
لفترة طويلة في المدرسة وكان يلقب بأسماء عديدة كونه مثلي وقد تلقى العديد
من الضربات واللكمات قبيل اختفائه.
دفع الأمر بالعديد لانتقاد
المدرسة التي لم تفعل شيء لحمايته، حيث انه لم يكن سرا تعرضه للمضايقات
والسخرية من قبل رفاقه في المدرسة. وعلق احد المغردين بالقول 'الآن يتصرف
رفاقه وكأنهم تحت تأثير الصدمة..مثلهم مثل السياسيين..الآن يبكون عليه بعد
أن سخروا منه وجعلوا حياته تعيسة..فقط لأنه مختلف عنهم..متى سيتوقف هذا
الهراء؟'.حملت التغريدات أيضا الكثير من الانتقادات للدور السلبي الذي
تلعبه المدارس حيث أن الشكوى لدى المعلمة أو المعلم لا تنفع الضحية بل تؤدي
إلى المزيد من البلطجة. وكان هناك العديد من القصص الشخصية لأشخاص تعرضوا
لمثل هذه البلطجة ولسنوات خلال الدراسة.وفقا لدراسة قام بها برنامج إخباري
هولندي على 800 من طلاب المدارس الثانوية (تتراوح أعمارهم ما بين 12 و16
عاما) تبين ان 60% منهم يعتبرون ان مدارسهم لا تفعل سوى القليل لوقف
البلطجة. لا بل أن الأمر قد زاد سوءا بعد الشكوى. كما اعتبر معظمهم أن على
المعلمين أن يكونوا أكثر صرامة في تعاملهم مع مثل هذه الحالات.قصص
المعاناةاجمع العديد من المغردين ان البلطجة أنواع مختلفة وليست بالضرورة
ان تأخذ شكلا من أشكال العنف الجسدي، حيث أن أكثر ما يحصل في المدارس هو
إطلاق الإشاعات وتشويه السمعة. وأشار بعضهم إلى الحادثة التي حصلت العام
الماضي حيث أقدمت إحدى الفتيات(14 عاما) على الانتحار بعد أن تم تداول
لوائح بين الطلاب تحمل أسماء فتيات وأطلق على اللائحة اسم لائحة الفتيات
الرخيصات أو العاهرات.روت إحدى المغردات أنها والدة لطفل عمره 7 سنوات،
لطيف مرح ومجتهد في المدرسة، ويعشق الذهاب إلى المدرسة. لكن منذ مدة بدأ
الطفل يختلق أعذارا لعدم الذهاب إلى المدرسة، ويدعي انه موجوع، في وقت يمضي
النهار في البيت في اللعب. عندما أجبرته على الذهاب إلى المدرسة بدأ
بالبكاء واخبرها أن بعض رفاقه يضربونه ويبصقون عليه وعندما اشتكى للمعلمة
قالت هل حقا يحصل ذلك. سأنتبه المرة القادمة أكثر، هل أنت متأكد مما تقول؟.
ولم تفعل شيئا. وأضافت الوالدة انه التصرف الهولندي التقليدي في المدارس.
ابني اليوم أصبح يكره المدرسة وأجره جرا إليها.وعلى موقع تويتر اخبر احد
المراهقين انه كان يتعرض للضرب يوميا في ملعب المدرسة الابتدائية على يد
اثنين من رفاقه. والأمر نفسه تكرر عندما انتقل إلى المدرسة الثانوية. وقال
لم اعرف أبدا لماذا، كانوا يختاروني من بين البقية. كنت أحاول دائما أن لا
أبقى بمفردي أثناء الاستراحة، ومع هذا كنت إذا قد نجوت من الركلات، اسمع
كلاما ساخرا حول ضعفي وقصري. ينادونني بالقزم وأسماء مهينة أخرى. لم اتجرا
أبدا أن أشكو أحدا من هؤلاء لأنهم كانوا يهددوني انه يعرفون أين اسكن وإنهم
سينالون مني في الشارع حيث ليس بمستطاع احد ان يحميني. انا الآن كبرت
ولكنني احزن عندما اسمع عن البلطجة التي ليست ابدا وليدة الساعة. الجميع
يتكلم عنها ولا احد يفعل شيئا لإيقافها أو منع حدوثها. لا يوجد حل فعالكتب
مغرد يقول 'انا كوالد لضحية أجد انه من غير المفهوم :- ان يستمر ترهيب
الضحية وقتا طويلا- التأخر كثيرا ليتم إعلام الأهل بما يحصل- أن تستغرق
الأبحاث أكثر من 30 عاما من دون أن يجد الباحثون لغاية اليوم طريقة عملية
نستفيد منها لوقف البلطجة.- ان يكون هناك تعاون قليل جدا في هذا المجال من
قبل الجميع لوضع حد لمعاناة الأطفال التي تترك أثرها السلبي عليهم طوال
حياتهم