من أشعار قداسة البابا شنودة الثالث قصيدة في جنة عدن
من قصائد البابا شنودة الثالث
(المنظر الأول) آدم وحواء يسبحان الله في الجنة
آدم (يغني) : تعالي الله مولانا وبورك حيثما كانا
يحب إلهنا قلبي
حواء : يحب الله قلبانا
آدم يكمل : وربي مصدر الحب كما نهواه يهوانا
ملأنا الجو تمجيد وترتيلا وألحانا
ملاك : إلهب زده تسبيحا
ملاك آخر : إلهي زده إيمانا
آدم في حماس : أنا من فيض رحمته تراب صرت انسانا
حقيرا كنت في الأرض وكنت أداس أحيانا
وها نذا قد صرت علي الفردوس سلطانا
أري في جنتي شجر من الأثمار ملآنا
وأطيارا مغردة وأزهارا وريحانا
ويجري الماء من حولي ينابيعا وغدرانا
آدم وحواء: تعالي الله باركنا
(يري آدم فهداً راقدا فيقول له)
تنشط أيها الفهد وسر في الأرض نشوانا
وقل يا صاحبي معن تعالي الله مولانا
(الفهد يسير مغنيا معهما):
تعالي الله مولانا وبورك حيثما كانا
يتحمس آدم فيقول لأسد في الطريق) :
وقم أيها الأسد وصح بالصوت رنانا
وسبح ربنا العلي وردد لحن نجوانا
وقل يا صاحبي أيضا تعالي الله مولانا
(الأسد يسير مغنيا معهم) :
تعالي الله مولانا وبورك حيثما كانا
(تزيد الحماسة بآدم وتأخذه روعة النشيد فيقف هاتفاً) :
هلمي دولة الوحش ذرافات ووحدانا
وهيا ساكني البحار أسماكا وحيتانا
وقومي جنة الفردوس أطيارا وأغصانا
هلمي كلنا نشدو تعالي الله مولانا
(يسمع صوتهم جميعا وهم يسيرون في موكب حافل يردد) :
تعالي الله مولانا وبورك حيثما كانا
ملأنا الجو تمجيد وترتيلا وألحانا
(الحية في غيظ): كفاكم أيها الشادون ما تلقون من لحن
تملك آدم فيكم وليس مفضلا عني
أنا الجبارة العظمي أنا سلطانة الجن
لسوف ترون من مكري وسوف ترون من فني
المنظر الثاني
(الحية تدخل الجنة وتتملق حواء وتظل بها حتي تسقطها هي وآدم)
الحية لحواء : سلام القلب يا أبهي عروس قد رأيناها
وحبا أعظم الجارات سلطانا وأسناها
حواء: صباح الخير أذكاه علي علم وأدهاها
سلام الله من نالت من الأذهان أذكاها
(الحية متظاهرة بالتواضع)
حنو منك مولاتي وروح لست أنساها
أنا في الحق لا أسمو لأفتح ها هنا فاها
أمامك تخشع الأفهام أرقاها وأستناها
وأعقل عاقل يصغي اليك يقول طوباها
(تقتادها الي الجنة وهي تقول) :
تعالي ندرس الأثمار كي ندري خباياها
(تشرح لها الأشجار حتي تصل الي شجرة معرفة الخير والشر فتقول) :
وهذي وحدها حملت من الأسماء أبهاها
حواء: تعالي الله بارئنا هو القدوس سماها
الحية: أحقا قال مولانا "حذار-لا تمساها"
(آدم يقترب) : تماما
(الحية في دهشة): كيف واعجبي أحقا أنت تخشاها
آدم: سنأكل مثلما شئنا
الحية : لماذا ؟
حواء : تلك أقوال لربي قد حفظناها
آدم: سنهلك ان عصيناه ونفني ان أكلناها
(الحية في لهجة الواثق العالم بخبايا الأمور ، تقول باسمة في خبث) :
محال أن يميتكم وأنتم منتهي جهده
بل القدوس في سر وأعرف مختفي قصده
نهاكم مشفقا منكم علي سلطانه وحده
(تنظر اليها حواء في استغراب واستفهام ، فتجيب الحية في اغراء) :
تصيران إلهين نظير الله في مجده !
(ملاك يقول في إنذار) :
أوعيد من إلهي أم من الحية وعد
ليس مجدا بل هلاك كيف في العصيان مجد
(الحية لحواء) : هذه النبته يا حواء لو جربت شهد
نبته فيها جلال العلم بل خلد معد
(حواء تنظر الي الشجرة فاذا هي بهجة للعيون وجيدة للأكل فتقطف وتأكل وتعطي رجلها فيأكل معها)
(بينما الحية تقول في شماته وتمزح) :
سقط الجبار ، أين العدل يارب الحساب ؟
واستحق الموت مهما ترك الشر وتاب.
(وتوجه كلامها لآدم) :
لست شبه الله يا آدم بل أنت تراب
ويح سلطانك في الجنة قد ولي وغاب
ليس مجد لأثيم بل هلاك بل عذاب
سوف تحيا في شقاء وامتهان واكتئاب
وستبقي تحت سلطاني الي يوم المآب
(وتضحك ضحكتها الشيطانية وتجري عابثة في أرجاء الجنة)