هل العذراء هى ياب الحياة او باب السماء ؟
احدهم يسأل :
قرأت لاحد البلاميس هجوما شديدا بشتائم صعبة على تسمية العذراء فى الاجبية ( باب الحياة) ،( باب السماء) ..على اعتبار ان السيد المسيح هو الباب الوحيد وقد لقب نفسه بباب الخراف ( يو 10 : 9 ، 10 ) . فما هو الرد عليه؟
الرد لقداسة البابا شنودة الثالث:
ان السيد المسيح ( باب ) بمعنى ، والعذراء ( باب ) بمعنى اخر.....
وقد منحنا السيد المسيح كثيرا من القابه مع اختلاف المعنى فقال انتم نور العالم وقال انا نور العالم ولكنه نور بمعناه المطلق ونحن نور نستمد نورنا منه كذلك كون العذراء بابا لا يمنع اطلاقا ان المسيح هو باب الخراف
فقد اطلق لقب ( باب ) على الكنيسة وعلى الصلاة وعلى الايمان وعلى الكرازة وعلى كل الوسائط الروحية ...
ولم يكن فى هذا كله اى مساس بالسيد المسيح وعمله الخلاصى وهذه الالقاب كما سنرى مذكورة فى الكتاب المقدس توافق الحق الكتابى الذى يدافعون عنه....
أول كنيسة دشنت فى العالم لقبت بباب السماء....
قال يعقوب ابو الاباء عن المكان الذى رأى فيه سلما واصلا بين السماء والارض ما هذا الا بيت الله وهذا باب السماء ( تك 28 : 17 ) وسمى المكان ( بيت ايل ) اى ( بيت الله ).
فهل كون الكنيسة باب السماء يمنع ان يكون المسيح هو الباب ؟! الكنيسة باب يوصل الى المسيح والمسيح باب يوصل الى الخلاص او الى الاب . اللقب موجود والمعنى مختلف...
هكذا السيدة العذراء ايضا هى الباب الذى أوصل المسيح الينا بالجسد وقد دعيت بابا فى سفر حزقيال ( 44 : 3 )
باب فى المشرق يكون مغلقا ( لان الرب اله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقا)
والصلاة ايضا دعيت بابا فالسماء تنفتح بالصلاة
والعذراء ليست مجرد باب للسماء بل هى ذاتها سماء
فالسماء هى مسكن الله والعذراء صارت مسكنا لله حينما سكن فى احشائها تسعة اشهر فصارت سماء له .
ولهذا تسميها الكنيسة ( السماء الثانية) ، ولان الكنيسة صارت بيتا لله لذلك تشبه هى ايضا بالسماء وهكذا نقول فى صلواتنا ( اذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس ( اى فى الكنيسة) نحسب كالقيام فى السماء)....
وقد ذكر الكتاب ان هناك ابوابا توصل الى السماء فورد فى سفر الرؤيا ( طوبى للذين يصنعون وصاياى لكى يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلوا من الابواب الى المدينة ) ( رؤ 22 : 14 ) ...فهل وجود ( ابواب ) يمنع ان المسيح هو الباب ؟ !
ان كل الوسائط الروحية ابواب ولكنها توصل الى المسيح الذى هو الباب الوحيد الموصل الى الخلاص بدمه.
وقد تحدث الرب عن هذا الامر فقال ( ما اضيق الباب واكرب الطريق المؤدى الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه ) ( مت 7 : 14 ) . وطبعا لم يكن يتحدث عن نفسه انه ( ضيق ، وكرب) !
فهل حديث ربنا عن الباب الضيق يمنع انه ( الباب ) ؟ !
ان الحرف يقتل ( 2 كو 3 : 6 ) بينما الروح يحيى . وينبغى ان نفهم كلام الرب وصلوات الكنيسة بطريقة روحية غير حرفية قارنين الروحيات بالروحيات ( 1كو 2 : 13 )
الصلاة باب يوصل الى الله والايمان باب يوصل اليه
لما حضر شاول وبرنابا الى انطاكية وجمعا الكنيسة ( أخبرا بكل ما صنع الله معهما وانه فتح للامم باب الايمان ) ( أع 14 : 27 ) . باب الايمان هذا كان هو وسيلتهم للخلاص لانه اوصلهم الى السيد المسيح .
والكرازة ايضا باب يوصل الى الخلاص لانه يوصل الى الايمان والايمان يوصل الى المسيح .
وربما كان هذا الباب هو الذى قصده الرب حينما قال لملاك كنيسة فلادلفيا ( ..انا عارف كل اعمالك هأنذا قد جعلت امامك بابا مفتوحا ولا يستطيع احد ان يغلقه ) ( رؤ 3 : 8 )
ان كانت الصلاة بابا والايمان بابا والكنيسة بابا والعذراء بابا كلها توصل الى السيد المسيح ( اذن طوبى للذين يدخلون من الابواب الى مدينة السماء ) ( رؤ 22 : 14 ) .
العذراء باب خرج منه المسيح ليخلص العالم ومن هو المسيح ؟
1- المسيح هو الحياة كما قال عن نفسه ( أنا هو القيامة والحياة ) ( يو 11 : 25 ) ، ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) ( يو 14 : 6 )
2- والمسيح كما أنه المخلص هو أيضا ( قد صار لنا خلاصا ) ( مز 118 ) ، ونحن نصلى بهذا المزمور ونقول ( قوتى وتسبحتى هوالرب وقد صار لى خلاصا مقدسا )
فان كان المسيح خلاصا للعالم فلا غرابة من أن نسمى الباب الذى خرج منه المسيح أى العذراء باب الخلاص ...