التسامح كيف يكون فى الكتاب المقدس
سمعتم أنه قيل عين بعينٍ وسن بسنٍ وأما أنا فأقول لكم لا تقاموا الشر.
بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا " (مت 5: 38، 39)..
لا تجازوا أحدًا عن الشرّ بشرّ.. إن كان ممكنًا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.
لاتنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانًا للغضب." لأنه مكتوب ليِ النقمة أنا أجازي يقول الرب. فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقيه.
لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار علي رأسه. لا يغلبنك الشرُّ بل أغلب الشر بالخير " (رو 12: 17 -21)
فهل تجد كمالًا ونضجًا وصبرًا واحتمالًا أكثر من هذا؟!
وهل يعُقل بعد هذا الكمال أن يعود الله بالبشرية إلي شريعة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم؟!!
ما هو التسامح إذن؟
أقول عنه النسيان.
إنه نسيان الإساءةـ إساءة الغير
او بمعنى آخر مغفرة زلات الآخرين.
ويمكنك أن تعاتب من أساء إليك بالمحبة، بأن تذهب إليه وتعاتبه..
كما يجب أن تنسى كل ما وجَّهه إليك بالمحبة، فاذهب إليه وعاتبه..
كما يجب أن تنسى كل ما وجَّهه إليك بالفعل و القول ـ وربما تقول إ ن ذلك تنازلاً عن حقك ـ وليكن كذلك
لكي تعيش سعيداً فتربح الحياة المجيدة. و لكي تستطيع أن تتبع هذا الدستور، تعال معي لنتعرَّف على صفات هذا
التسامح و علاماته و بركاته.
المحبة، والرحمة، وعدم إدانة الغير بل الغفران.
فيقول الرب يسوع المسيح في آية 27 :.. أحبوا أعداءكم، أحسنوا معاملة الذين يبغضونكم، باركوا لاعينيكم، صلوا لأجل الذي يسيئون إليكم".
ونرى الرب يسوع يشرح هذه النقطة في الآيات التالية ثم يؤكدها مرة أخرى في آية 35 :".. أحبوا أعداءكم.."
ونرى أيضا أن الرب يسوع يؤكد ضرورة الرحمة في آية 36،
وينهي عن إدانة الغير في آية 37 ، ويوصي بالمغفرة في نفس الآية.
" .. فإن كنتم تغفرون للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم.
وإن كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم،لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم. " (متى 15-6:14)
ـ صفات التسامح
التسامح من كل القلب
التسامح عن كل الأخطاء
التسامح لكل الناس ـ
علامات التسامح
المحبة - الصلاة - ترك الماضي
ـ بركات التسامح
ـ الفرح:
;عندما يسيء إليّ إنسان و أذهب إليه و أعاتبه و أصلي من أجله،
أجد نفسي ممتلئاً بفرح تام لأنني أطرح ثقلاً عن كاهلي قد ألقيته على ربي فأفرح. ب ـ السلام:
كلنا يعلم أن العالم يتطاحن من أجل السلام.. و لكن هيهات.
;لا يحلّ السلام إلا إذا صفح كل واحد عن زلة أخيه.
وإني أنصحك أن تجرب هذا و لو مرة فستجد عمق السلام الذي يملأ قلبك.
ج ـ راحة الضمير:
;هل تعلم لماذا تعيش قلقاً؟ لأنك لم تسامح الآخرين،
أو لأن الله الساكن في قلبك يخاطبك ويطلب منك أن تسامح فلانا عن الإساءة الموجهة إليك، ولكنك ترفض بشدَّة فتتحمَّل عذاب ضميرك.
ولكي تعيش براحة ضمير، وتنعم بالبركات الجزيلة
عليك الإصغاء إلى الصوت الذي يناجي ضميرك و يقول "تعال اغفر لكل من يذنب إليك"، فتنال الفرح والسلام وراحة الضمير. "
أن الرب منحنا روحه القدوس ليعطينا المقدرة والقوة على إطاعة وصاياه والسلوك حسب تعاليمه السامية
وليس حسب طبيعـتنا الجسدية التي ترتكز على محبة الذات.
;فنقرأ في الرسالة إلى مؤمني روما 9:8،11 "وأما أنتم، فلستم تحت سلطة الجسد بل تحت سلطة الروح، إذا كان روح الله ساكناً في داخلكم حقاً.
;ولكن، إن كان أحد ليس له روح المسيح، فهو ليس للمسيح..
وإذا كان روح الذي أقام يسوع من بين الأموات يسكن فيكم،
فإن الذي أقام المسيح من بين الأموات سوف يحي أيضاً أجسادكم الفانية بسبب روحه الذي يسكن فيكم".
إذن، روح الله الساكن في المسيحي يحي أفكاره ومشاعره وإرادته حتى يمكنه من السلوك حسب مشيئة الله الطاهرة السامية.
;ويؤكد الكتاب المقدس ذلك في عدة أماكن منها
الرسالة إلى مؤمني فيلبي13:2 "لأن الله هو الذي ينشيء فيكم الإرادة والعمل لأجل مرضاته".
واليكم آيات من الكتاب المقدس عن المسامحة
احتملوا بعضكم بعضاً وليسامح بعضكم بعضاً،
إذا كانت لأحد شكوى من الآخر.
فكما سامحكم الرب، سامحوا أنتم أيضا .ً" (كولوسي 3:13)
" وليكن بعضكم لبعض ملاطفـاً رحيمـاً،
غافراً كما غفرالله لكم في المسيح. " (أفسس 4:32)
وإذا قمتم للصلاة، وكان لكم شيْ على أحد فاغفروا له،
حتى يغفر لكم أبوكم الذي في السماوات زلاتكم " (مرقس 11:25)
" فدنا بطرس وقال ليسوع:
يا سيد، كم مرةً يخطأ إليَّ أخي وأغفر له؟ أسـبـعَ مـــراتٍ؟
فـأجابه يسـوع:
لا سـبـعَ مـراتٍ، بـل سـبـعـيـن مـرةً سـبـعَ مـراتٍ. " (متى 18:21)
فقال يسوع إغفر لهم يا أبي،
لأنهم لا يعرفون ما يعملون. " (لوقا 24:34)