يقال أن عجائب وغرائب الدنيا سبع ولكن أقول هي كثيرة وحقيقية
ولكن تغافلنا عنها ومع الأيام بدأت تظهر من خلال تعمقنا في أحوال البشر
وأصنافهم وأطباعهم اكتشفنا بعض منها .
(1)
عجائب في هذه الحياة عندما تجد بعض البشر يقيس جمال الشكل هو الأساس
ليتلاحم مع غيره ويتخذه حبيبا وصديقا فالمظهر الخارجي معه أهم من الجوهر
ويترك الجانب الأخر له .
فما أجمل ذلك الشخص الذي يحمل جوهرا وقلبا لا يشبه مثيل يحتوي في داخله حبا
للجميع وطيبته وجمال خلقه جعلت من يعرفه يتقرب له ليعيش بالقرب من تلك الروح
الطاهرة النقية إذا جمال الروح نعمة من الله لا يمتلكها كل البشر.
(2)
ماأغرب الشعارات التي يطلقها بعض البشر عن الحرية والأحرار والمبادئ وكأن لسان
الحرية أن ألعن وأتغابى وأسب الآخرين وأقلل من قيمة البشر .
هؤلاء أغبياء لا يعرفون معنى ووقع بعض الكلمات اللاذعة على النفس الحرة الشريفة النقية.
ياأصحاب تلك الشعارات عندما ترغبون في وضع شعاراتكم المزيفة التي تخدعون بها الساذجين من البشر
لكي يتقربون لكم ولكي ترضوا غروركم عليكم أن تكون لبقين مثقفين فكريا ودينيا وأن تكونوا مؤمنين
إيمانا حقيقيا بما تطلقون من تلك الشعارات ولتعلموا أن هناك ربا يرى سريرتكم ويعلم خفايا نفوسكم .
(3)
يزين الفتى في الناس صحة عقله
وإن كان محظورا عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس قلة عقله
وإن كرمت أعراقه ومناسبه
غرائب وعجائب عندما تجد بعض أصحاب العقول الفارغة يعترضون على خلق الله لهم ولغيرهم من بني البشر
فسبحانه خلق الناس مختلفين في اللون والشكل والطبائع وماخلق ذلك عبثا فهناك حكمة من ذلك .
ولكن نجد بعض تلك النفوس الضعيفة التي ينقصها الإيمان الحقيقي من الداخل وإن دعت الإيمان ظاهريا أمام البشر
أنها غير راضية على الله وساخطة وغير راضية على الله فيما خلقه عندما يرى بعض النواقص من وجهة نظره وعقله الفارغ وكأنه يسخر ممن حوله وهذا معناه اعتراضه على خلقة الله .
فاويح قلبي من هذا الإنسان الجاحد الناكر المعترض على خلق الله وتصرفه في عباده أين أنت أيها الجاحد أين أنت
من رسول البشرية قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة "
فهل هناك من نقتدي به في حياتنا ونسير على هداه في معاملته مع البشر من حوله أنه رسول الله الذي ملك قلوب الجميع
بحسن معاملته فما كان يميز بينهم إلا بالتقوى فليس هناك مكان معه للسيد والعبد ولا للفقير ولا الغني إلا تقوى الله..
(4)
عجائب بعض البشر عندما يصدقون كل مايصل إلى إسماعهم دون التأكد من الشخص نفسه ويلقون بتلك الكلمات اللاذعة
متناسيا قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومابجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
وذلك الشخص الأخر المظلوم يضحك من قولهم الغبي وتفكيرهم اللامحدود والضيق للأمور وغطرستهم الغبية ويتمنى في
داخله أنه لم يعرفهم ذات يوما لسذاجة فكرهم وعقولهم الفارغة.
وليعلموا أنهم سوف تجرهم أصابع الندم يوما ما لأنهم لم يعوا الحقائق بكاملها فليس كل مايقال يصدق وليكن هناك أدلة واثبات تدينهم والمظلوم بريء حتى تثبت إدانته وليعلموا أن مظلوما رفع يديه مناديا ربه في ساعة غفلة قائلا " حسبي الله ونعم الوكيل "
كيف يطيب لك العيش أيها الظالم وأنت متهما بريء لا ذنب له تجعله يقاسي الألم والحزن لمدة قد تطال شهور أو سنوات وقد يبقى حاقدا عليك إلى حين مماته .
فدعوة المظلوم مجابة عند رب العالمين
"ياربي ابعدني عن الظلم واجعلني مظلوما ولا تبتني ظالم ."..
(5)
غرائب وعجائب وأصناف من البشر عندما نجد البعض من بني البشر يرى أن مقولته هي الصائبة
ويصر على ذلك رغم يقينه من عدم صحتها ورغم علمه أن الآخرين يرون أنها خاطئة ولكن المكابرة وعدم الثقة بآراء الآخرين تجعله يرى أنه الأصح ويخسر من حوله نتيجة المكابرة الزائفة .