كشفت مسؤولة رفيعة المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية أن القيادة
العسكرية الأمريكية لإفريقيا (والتي تعرف باختصار بـ''أفريكوم'')، تنفذ
عمليات تدريب لقوات إفريقية. ولفتت إلى أن مهام القيادة هي تطوير قدرات
وطاقات دول إفريقية شريكة على مجابهة تهديدات إرهابية، واحترام السيطرة
المدنية على الحكم، والاستجابة بصورة أنجع للاحتياجات الإنسانية والأمنية
عبر القارة السمراء.
وقالت نائب مساعد وزير الدفاع، فيكي هدلستون، في إفادة أدلت بها أمام
أعضاء لجنة الشؤون الخارجية الفرعية في الكونغرس، إنه وبعد ما يقرب من 3
سنوات من تأسيس القيادة، تسنت لكثير من الإفريقيين فرصة رؤية ''أفريكوم''
وهي تنفذ مهماتها، التي شرحتها أساسا في عمليات تدريب أشهرها في 2009،
''حين انضم حوالي 650 عسكري من بوروندي وكينيا ورواندا وتنزانيا والبلد
المضيف أوغندا إلى قوات أمريكية للقيام بتدريبات عسكرية على مدى أسبوعين،
أطلق عليها اسم النار الطبيعية رقم .''10
وتركزت التدريبات، وفقا لهدلستون التي زارت الجزائر قبل أشهر، على
المساعدات الإنسانية والإغاثة من الكوارث. وفي هذا السياق، قالت هدلستون
إن المؤسسات العسكرية في تلك البلدان تعاونت معا لبناء مدرسة وتوفير
معونات إنسانية في مستوصف صحي.
وأضافت هدلستون أمام الكونغرس، الثلاثاء الماضي، أنه ''من خلال تدريبات
من هذا القبيل، يكون بمقدور الأفارقة أن يروا كيف تساعد ''أفريكوم''
مؤسساتهم العسكرية، ليس من أجل تحسين مهاراتها فحسب، وإنما أيضا من أجل
العمل والتعاون مع مؤسسات عسكرية أخرى في المنطقة''.
وأضافت أن ''وجود ''أفريكوم'' في القارة يرمي لبناء قدرات وطاقات
مؤسسات عسكرية مهنية، يسيطر عليها المدنيون''. ولمحت فيكي هدلستون لمسائل
الإرهاب في القارة السمراء على أساس أن ''أفريكوم'' التي تشكلت في 2008
تتشارك مع ''54 بلدا إفريقيا وهي تساعد تلك الدول على التصدي للتطرف بصورة
أكثـر اقتدارا''، دون أن تكشف عن أسماء هذه الدول. وأشارت إلى أن الأفارقة
تمكنوا كذلك من رؤية تدريبات ''أفريكوم'' للجيش الليبيري وتدريب كتيبة من
جمهورية الكونغو الديمقراطية في مدينة كيسينغاني، وهي الكتيبة التي نشر
أفرادها لحماية المدنيين في منطقة ينشط فيها جيش ''الرب للمقاومة''.
واستطردت المسؤولة قائلة: ''من خلال تدريب وحدات عسكرية مهنية تحترم
السيطرة المدنية على الحكم، تصبح تلك المؤسسات العسكرية مساهما مهما
لتحقيق الاستقرار واحترام سيادة القانون، في حين توفر التدريبات التي
تجريها ''أفريكوم'' فرصا للشركاء الأفارقة كي يواصلوا إتقان قدراتهم
المهنية''.
وأشارت هدلستون إلى أن التدريبات تشمل معايير دولية خاصة بحقوق الإنسان، بما في ذلك احترام سيادة القانون والتسامح وحقوق النساء.