أحداث القاهرة المشتعلة ألحقت ضرراً باهظ الثمن بالمجمع العلمي صلاح سليمان
GMT 22:30:00 2011 السبت 17 ديسمبر
تعرّض المجمع
المصري العلمي، الذي أنشىء بقرار من نابليون بونابرت عام 1798، لحريق خلال
أحداث القاهرة المشتعلة بين الثوار وأجهزة الأمن المصرية، وطالت النيران
المكتبة التاريخية التي يضمّها المبنى والتي تتكون من أربعين ألف كتاب كتاب
أهمها كتاب وصف مصر.
خسارة كبيرة لحقت بالثقافة المصرية
والتاريخ المصري الحديث من جراء حرق المجمع المصري العلمي بالأمس، في أحداث
القاهرة المشتعلة بين الثوار وأجهزة الأمن المصرية سواء الشرطة أو الجيش.
فقد طال حريق هائل المبنى التاريخي وأتى على كل من فيه من جراء طلقات
الرصاص وكرات اللهب التي كان يتقاذفها الثوار ورجال الأمن في شارع القصر
العيني الذي يقع فيه ذلك المجمع التاريخي الذي أنشىء بقرار من نابليون
بونابرت في القاهرة في 20 آب (اغسطس) من عام 1798 إبان فترة الحملة
الفرنسية على مصر.
ولا تقف الخسارة فقط على المبنى
التاريخي، بل احترق المكتبة التاريخية التي يضمها المبنى والتي تتكون من
أربعين ألف كتاب أهمها كتاب وصف مصر تلك الدرة الخالدة التي صنعها علماء
الحملة الفرنسية؛ فخسارة حرق هذا الكتاب الذي يتكون من 20 مجلداً لا يمكن
تعويضها لا يمكن تقديرها بحال.
والكتاب عبارة عن مجموعة من البحوث
التي قامت بها الحملة الفرنسية في مصر وأهميته تكمن في أن مجموعة من أبرز
العلماء الذين دعاهم نابليون خصيصاً لهذا الغرض هم من قاموا بإعداده. وبعد
عودة هؤلاء العلماء الى فرنسا، قام وزير الداخلية الفرنسية في ذلك الوقت
أنطوان شبتال في 1802 بتشكيل لجنة من أعضاء فريق العلماء، تكونت من ثمانية
أعضاء، قامت بجمع ونشر كافة المواد العلمية الخاصة بالحملة الفرنسية والتي
كانت عبارة عن 10 مجلدات تم رسم لوحات فيها غاية في الدقة للحياة اليومية
المصرية، منها 74 لوحة بالألوان، وأطلس خرائط، إضافة الى 9 مجلدات
للدراسات. وهي تعتبر أحد اهم الأعمال التاريخية الخالدة التي تم صنعها في
الفترة من 1809 حتى 1828.
من أهم الكتب التي تضمها المكتبة أيضا
كتاب اطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام
1752، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس وهو ليس
له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي عهد مصر الأسبق.
أهداف هذا المجمع العلمي كانت تنصب على
الإشتراك في بحوث ودراسات ونشر الأبحاث التي تساعد على تقدم مصر العلمي،
كذلك نشر العلم والمعرفة في مصر ومن ثم نشر احداث مصر التاريخية ومرافقها
الصناعية ومع التطور الذي شهده المجمع أجريت تعديلات أدخل بمقتضاها علوم
الآاب والفنون الجميلة وعلم الاثار والعلوم الفلسفية والسياسة والفيزياء
والرياضيات والطب للزراعة والتاريخ الطبيعي .
ويعتبر هذا المبنى التاريخي الذي إحترق
واحد من أعرق المؤسسات العلمية المصرية وهو يدخل في عداد الآثار المصرية،
وقد تم تسجيل مقتنياته النادرة في سجلان الثار المصرية .
وكان حافز نابليون بونابرت على إقامته
هو بحث ودراسة أحداث مصر التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية،
فضلاً عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، وهذه الأسباب كان
يقف ورائها الهدف الرئيسي للحملة وهو دراسة مصر دراسة تفصيلية لبحث كيفية
استغلالها لصالح المحتل الفرنسي.
يرجع تاريخ بناء هذا المبنى التاريخي
الى إبراهيم كتخدا الملقب بالسناري، الذي انتقل الى الإقامة في القاهرة
قادما من الصعيد ، ليصبح واحداً من أعيانها بفضل قربه من الأمير مراد بك
الذي كان متحكماً في شؤون مصر، وفرغ من بناء المنزل قبل وصول الفرنسيين
بسنوات قليلة.
ويتوسط المنزل فناء، عبارة عن مساحة
مستطيلة في وسطها فسقية، في الضلع الشرقي منه عدد من الغرف وغرف الخدم
والمنافع، وفي الضلع الجنوبي من الفناء مساحة مستطيلة مغطاة بسقف خشبي به
زخارف ملونة، يرتكز على عمود رخامي، وفي الضلع الغربي منه دهليز يؤدي الى
باب معقود يصل إلى ديوان عبارة عن حجرة ذات رواقين مغطى كل منهما بقبوين
متقاطعين.
ظل هذا المبنى منذ خروج الفرنسيين من
مصر مهملا، إلى أن نجح بريس دافين العالم الفرنسي في عام 1842 من إعادة
إحياء الجمعية الأدبية المصرية لتقوم بنفس الهدف الذي قامت من أجله مرة
ثانية
منقول