الضيف الجليل
هــل حقا سيغيب عنا ذلك الضيف الجليل
أشتــاق إليهـ منذ الآن
و دموع مقلتي و توق قلبي إليهـ تشــد
رحالــها معهـ
كم كان يأويــني .. يرويــني .. يغذيــني
ينصحنــي .. و يتلــو علـي روحانيتهـ ..
كم سكّن روعتــي .. و أيقــظ لوعتـــي
و مســح علــى قلبــي بطهــر دمعاتـهـ ..
كــم أيقظنــي من عنادي و غفلتــي
و أحاطنــي بحنــانهـ و لطــفهـ بل و أغرقنـي بهـ ..
حتــى كأنــي أنــا الضيــف و هــو المضيــف
كــم خجلــت من حســنهـ و كرمــهـ ..
فكيــف بــي أجازيــهـ يا ترى ..
هــل أغدقهـ بالهدايا .. عطــور .. أو زهــور
أو مــال ..
أم بـــكلمات شــكر
أم بماذا ؟
و كيف أهديهـ و هــو يهدينــي أصدق
و أجمــلـ ما قــد يهديهـ أحــد لــي
فقد أهدانــي الحياة و الحياء ..
فمن يستطيع أن يحييني من جديد غيره
هو من ألبسنــي ثياب الطهر و النقاء
بدل ثيابي التي كانت عالقة بالشوائب و الخطايا
و الزلل ..
فكيف لــي أهديهـ
قــل لــي
أبشكــر أم مدح أم ثنــاء
أم بصبر منه مني أن أكون على وعــدي
بنقــاء ..