أَطَعْتُ الْغَيَّ فِي حُبِّ الْغَوَانِي | وَ لمْ أحفلْ مقالة َ منْ نهاني |
وَمَا لِي لاَ أَهِيمُ وَكُلُّ شَهْمٍ | بِحُبِّ الْغِيدِ مَشْغُوفُ الْجَنَانِ؟ |
وَلِي فِي الأَرْبَعِينَ مَجَالُ لَهْوٍ | تنالُ يدي بهِ عقدَ الرهانِ |
فكيفَ أذودُ عنْ نفسي غراماً | تضيفَ مهجتي باسمِ الحسان |
أبحتُ لهُ الفؤادَ ، فعاثَ فيهِ | وَحَقُّ الضَّيْفِ إِعْزَازُ الْمَكَانِ |
فدعني منْ ملامكَ ؛ إنَّ قلبي | أبيٌّ لا يقرُّ على الهوانِ |
فما بالحبَّ عارٌ أتقيهِ | وَ إنْ أخنى على الدمعِ الزمانُ |
رضيتُ من الهوى بنحولِ جسمي | وَمِنْ صِلَة ِ الْبَخِيلَة ِ بِالأَمَانِي |
وَ لستُ بطالبٍ في الناسِ خلاًّ | يناصحني ؛ فعقلي قدْ كفاني |
فَإِنْ يَكُنِ الْهَوَى قَدْ رَاضَ نَفْسِي | فَلَسْتُ لِغَيْرِهِ سَلِسَ الْعِنَانِ |
أَشَدُّ مِنَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَلْبِي | وَ أرهفُ منْ شبا سيفي لساني |
وَلَوْ كَانَ الْغَرَامُ يَخَافُ بَأْساً | أَمَلْتُ إِلَيْهِ كَفِّي بِالسنَانِ |
فكمْ بطلٍ خضبتُ الأرضَ منهُ | بأحمرَ منْ دمِ التأمورِ قاني |
وَ ما أنا بالذليلِ أردتُ ختلاً | وَ لكني أزفُّ إلى الطعانِ |
وَلِي فِي «سَرْنَسُوفَ» مَقَامُ صِدْقٍ | أَقَرَّ بِهِ إِلَيَّ الْخَافِقَانِ |
وَ ما أبقتْ بهِ الأشواقُ مني | سوى رمقٍ تجولُ بهِ الأماني |
وَ يسلبُ أنفسَ الأبطالِ سيفي | وَ تسلبُ مهجتي حدقُ الحسانِ |
فَلَوْ بَرَزَ الْحِمَامُ إِلَيَّ شَخْصاً | دلفتُ إليهِ بالسيفِ اليماني |