دليلك لآداب اللقاء الأوليجهل كثير من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج أسس وقواعد لقاءات
التعارف، خاصة اللقاء الأول، وهو الأمر الذي قد يترك انطباعا سيئا عند
الطرفين. ولأن الانطباعات الأولى تدوم، كما يقال، فعلى الطرفين تعلم إتيكيت
وآداب التعامل في لقاء تعارفهما الأول، لتكون أول مقابلة بداية الطريق لعش
الزوجية.
ماجي الحكيم، خبيرة الإتيكيت وفن التعامل، تنصح بأن يتم لقاء التعارف
الأول في مكان عام، خاصة إذا كان اللقاء مرتبا من قبل أشخاص آخرين فيما
يعرف بـ«زواج الصالونات». وتشرح ماجي أنه في اللقاء الأول لا ينصح بوجود
والدة العريس أو العروس، لأن «وجود الأم يسبب رهبة للطرفين، وينصرف ذهن كل
منهما عن الآخر ليركز على من ستكون حماته المستقبلية. كما أن الأم لا
تستطيع أن تمنع نفسها من التدخل في الحوار وإبداء رأيها، لذا من الأفضل
ذهاب الأخ أو الأخت أو القريب المشترك الذي قام بترتيب اللقاء».
وتشير ماجي إلى أن «بعض الأمهات يصررن على الوجود في اللقاء الأول
لتقييم الطرف الآخر.. وهنا أقول إن الهدف من اللقاء الأول ليس التقييم،
وإنما معرفة هل يوجد قبول وتوافق نفسي بين الطرفين أم لا، فطبيعة هذا
اللقاء لا تعطي مساحة لاكتشاف عيوب وسلبيات كل طرف».
وعن الموضوعات التي يمكن إثارتها خلال هذا اللقاء، تقول ماجي:
- على كل طرف أن يحاول الاستفسار عن الذوق العام للطرف الآخر، مثلا في
الألوان والمطاعم والأفلام والموسيقى، وأيضا معرفة الهوايات والاهتمامات
العامة. فهذا من شأنه إتاحة الفرصة لكل طرف للتعرف على شخصية الآخر، وهو ما
يهدف إليه اللقاء، لذا يجب أن يتحدث كل شخص عن نفسه بصراحة ودون خداع، مع
مراعاة عدم التحدث عن الذات طوال الوقت، أو تعمد التفاخر بالحسب والنسب أو
الإمكانيات المادية، فالتواضع من ملامح الشخصية الجذابة».
- يفضل أيضا أن يتحدث كل طرف عن طبيعة عمله وعلاقته بأصدقائه ومحيطه،
ولا بأس من التطرق إلى موضوعات سياسية ودينية، على شرط عدم الدخول في جدال،
أو محاولة فرض وجهة نظر طرف على الآخر. وفي حالة الاختلاف الشديد في وجهات
النظر يجب تغيير الموضوع، حتى لا يتحول اللقاء إلى مناقشة حامية. وعامة لا
يفضل التحدث في موضوع واحد فقط بإسهاب، لإتاحة فرصة أكبر لتكوين رأي شامل
عن عقلية الآخر وتقييمه للأمور وانتماءاته.
- لا توجد حاجة في أول لقاء للسؤال عن الدخل أو الإمكانيات المادية من
مهر وشبكة، فهي أمور سابقة لأوانها، خصوصا أن الهدف من هذا اللقاء ليس جمع
المعلومات، وإنما تكوين فكرة عامة عن الشخص.
- لا يليق التحدث عن تأخر سن زواج أي من الطرفين، أو عن الارتباطات
السابقة لأن «كل شيء نصيب»، كما أن هذه النوعية من الأسئلة تسبب حالة من
النفور وشرخا في العلاقة.
- المظهر العام أول شيء يلفت الانتباه، لهذا من الضروري الاهتمام
بالنظافة الشخصية واختيار الملابس المناسبة لطبيعة اللقاء والمكان. على
الفتاة اختيار ملابس كلاسيكية ومحتشمة، إذ لا يجوز ارتداء ملابس قصيرة أو
مفتوحة أو ضيقة، أو بنطلون الجينز. الأمر نفسه ينطبق على الشاب، فيجب أن
يكون أنيقا ويبتعد عن ارتداء الجينز أو عن ارتداء بدلة كاملة.
- لأن اللقاء يكون في مكان عام يجب التقليل من النظرات الهائمة حول
الأشخاص المحيطين، وإذا صادفكم أحد المعارف أو الأصدقاء، يجب عدم التعامل
معهم برسمية. وهذا معناه أن تركز العروس على العريس نفسه أكثر من أي شخص
آخر، ومراقبة كلامه ومظهره العام، ونفس الأمر بالنسبة له.
- إذا شعر أي طرف بعدم القبول والارتياح، يجب أن يتصرف في إطار المجاملة
الاجتماعية التي تتلخص في الابتسامة الصادقة والإجابة المختصرة أو طرح
أسئلة عامة، حتى ينتهي اللقاء. وهنا يكون الاعتذار بدون إبداء أسباب أو ذكر
عيوب، حيث لا يجب التحدث بسوء عن الآخر، فتكفي كلمة «لا يوجد نصيب»،
فالصديق المشترك الذي قام بترتيب هذا اللقاء يهمه أمر الطرفين، ويجب على
هذا الصديق عدم الإلحاح لمعرفة أسباب الرفض.