يحكي الكاتب عن تجربة شخصية له قام فيها
بمرافقة بعض رهبان التبت إلي رحلة تسلق لجبال
الهيمالايا.. وفي حين كان ــ وهو في عمر الشباب ــ
يتصبب تعبا وإرهاقا أثناء الصعود لأن تركيزه كله كان
علي إنجاز المهمة, وصل الرهبان إلي النقطة نفسها التي
وصل هو إليها, ولكن بيسر وخفة لأنهم رغم تركيزهم علي
الهدف لم ينسوا الاستمتاع بكل ما حولهم والتواصل معا
طوال الطريق.
من المؤكد أن وجود هدف هو أحد
أركان السعادة, ولكن هناك شروطا أساسية تساعد علي خلق
حالة من الامتلاء النفسي والرضا أثناء السعي لتحقيق هذا
الهدف.. منها أن يرتبط بالآخرين والعلاقات المتداولة بين
المرء ومن حوله.. وبالتواصل والتنمية والمساعدة أكثر من
ارتباط الهدف بمجرد تحقيق ثروة أو جاه أو شهرة.. ومنها
أن يتماشي مع ميول الشخص الأساسية ولا يقلل من قدراته
ولا يعوقها بشكل يصل إلي التعجيز.
ومن أجل تحديد
الهدف الذي يبتغيه الإنسان.. يعرف علماء النفس تقنية
يطلقون عليها إكمال الجملة الناقصة وهي أسلوب استحدثه
ناثان براندون.. الطبيب النفسي الشهير لمساعدة الناس علي
فهم حقيقة ما يريدون.. وفيها يقوم الإنسان بإكمال عدد
من الجمل الناقصة بسرعة وبدون تفكير لإخراج ما في عقله
الباطن وبتأمل إجاباته يمكن انتقاء أحلامه وأهدافه